توفي رحمهالله تعالى بدار السلطنة قسطنطينية المحمية في سنة إحدى وسبعين رحمهالله.
وترجمه الغزي في «كواكبه» فقال ما خلاصته : هو خليل بن أحمد بن خليل بن أحمد بن شجاع الحمصي الأصل الحلبي المولد والمنشأ.
ولد عاشر المحرم سنة تسعمائة ، وحفظ ألفية ابن مالك وكافية ابن الحاجب وفرائض الرحبي والياسمينية في الجبر والمقابلة ، واشتغل في الميقات على الشيخ محمد الحبال ثم على البدر السيوفي في العربية ، فقرأ الأجرومية وتصريف العزي ومتن الجغميني في الهيئة ، ثم قرأ على الشيخ علي السرميني في الفرائض والحساب ، ثم فتر عن الطلب قليلا.
ثم تحركت همته للطلب فسافر إلى القاهرة ماشيا من غير زاد في سنة أربع وعشرين وتسعمائة فاشتغل بها في الفرائض والحساب والميقات والهندسة والموسيقى والطب على الشيخ أحمد بن عبد الغفار ، وعلى الشيخ شمس الدين محمد الهنيدي المصري الفلكي في الفلك.
ثم عاد إلى حلب بعد سنتين فقرأ على ابن السفيري الشافية لابن الحاجب ، وعلى ابن سعيد الشمسية في المنطق وشرحها للقطب ، وسمع عليه الطوالع ، وعلى منلا موسى وعلا منلا زاده في الحكمة.
وقدم دمشق سنة ثمان وعشرين فتصدر بالجامع الأموي وانتفع الناس به. ثم سافر إلى الروم ، ودخل دمشق ثانيا سنة أربع وخمسين ، ثم سافر منها إلى مصر ، ثم رجع إلى إسلامبول سنة خمس وستين وتقرب من بعض كتاب الديوان فأثرى منه وعرض عليه أن يكون له علوفة مرارا فأبى ، فقوي فيه الاعتقاد. وكان له يد طولى في الحكمة والهندسة والطب واشتهر به. (ثم قال) : واستمر بإسلامبول موفر الجاه حتى توفي بها سنة تسع وستين أو سنة سبعين وتسعمائة. وقال ابن الحنبلي في سنة إحدى وسبعين (وهو الصواب لما سيأتي).
وترجمه العلامة طاشكبري في «العقد المنظوم» حيث قال : ومنهم العالم البارع الأوحد الشيخ غرس الدين أحمد. نشأ رحمهالله في مدينة حلب ورغب في العلوم وتشبث بكل سبب ، وقرأ المختصرات على الشيخ حسن السيوفي ، وحصل طرفا صالحا من فنون الأدب. ثم قصد إلى التحصيل التام فارتحل ماشيا إلى دمشق الشام وأخذ فيها الطب من مقدم الألباء