صلىاللهعليهوسلم درجة ، وعمر درجة أخرى ، وعثمان درجة أخرى ، ثم وقف عليّ على موقف رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلنا : كل منهم له قصد صحيح ، وليس فعل بعضهم حجة على بعض ، والمختار موافقة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما بلغه هذا النقل قال : إن الخندكار لا يرضى بهذا ، فلم يلتفت الخطباء إلا للنقل.
وصار إذا كتب اسمه كتب : عبد الباقي بن علي العربي ، لأنه كان يعرف بابن ملا عرب لاشتهار أبيه في المملكة الرومية بملا عرب ، وذلك حين دخلها في دولة السلطان محمد بن عثمان وصحبه في فتح القسطنطينية ، واشتهر فيها بالفضائل بعد أن درس بأنطاكية قبل أن يدور عذاره ببعض مدارسها. ووضع تفسيرا على تبارك وما بعدها إلى آخر القرآن على طريق الصوفية لأنه كان صوفيا ، أخذ التصوف كما أخبرني ولده هذا عن الشيخ علاء الدين الروشني أخي الشيخ عمر الروشني عن خوجه يحيى الروشني. قال : وكان والدي تلميذا لملا خسرو الذي اجتمع فيه ما لم يجتمع في غيره من قضاء العسكر والإفتاء وغيرهما ، وهو تلميذ ملا حيدر وهو تلميذ سعد الدين التفتازاني.
ثم ولي قضاء مكة ونفذ فيها الحكم السليماني بمنع شرب قهوة البن بمكة والمدينة وسائر البلاد.
ثم ولي قضاء مصر فبلغني أنه تغير طوره وصار يطلب الرشى بفمه حتى جمع فأوعى ، ثم عاد إلى قضاء مكة ، ثم توفي بالقسطنطينية سنة إحدى وسبعين ا ه.
وترجمه في العقد المنظوم فقال بعد أن ذكر تقلباته في منصب القضاء : ثم قلد قضاء مكة ثانيا ، وقد تيسر لي الحج وهو قاض بها وذلك سنة تسع وستين وتسعمائة ، ثم عزل بهذه السنة ، فلما عاد إلى وطنه مات من الطاعون سنة إحدى وسبعين وتسعمائة وله من العمر ست وسبعون سنة ، ولم يعقب ولدا فأوصى بثلث ماله لوجوه الخيرات ، فبنوا به بعض الحجرات يسكنها فقراء الملازمين. وكان رحمهالله من أعلام العلماء وأكابر الفضلاء ، صاحب أيد في العلوم (إلى أن قال) :
وكان في غاية الميل للرياسة والجاه ، وقد بذل في تحصيل قضاء العسكر أموالا عظيمة. وقد بنى في زمن قضائه بمدينة بروسة على ماء حار حمّاما عاليا من غرائب الدنيا يحصل منه مال عظيم في كل سنة ووهبه للوزير الكبير رستم باشا. ويذكره الناس بالظلمية ، وحكى