وله من قصيدة أخرى أولها :
دمت يا مربع الأحبة تندى |
|
كاسيا بالزهور بردا فبردا |
يا له مربعا إذا جاده |
|
النوء فساقي الصبوح يقطف وردا |
وإذا انساب في جداوله الماء |
|
حساما جلى النسيم الفرندا |
جنة والغصون في حلل |
|
الأزهار حور بها ترنح قدا |
وتهادى معاطف البان سكرا |
|
بتهادي العناق أخذا وردا |
وتدير الصبا كؤوس شذا النور |
|
على نغمة البلابل سردا |
كيف جزت الطريق جوزا ومن |
|
خوفك دمعي بالسيل يسلك سدا |
لو رعيت العهود أحسنت لكن |
|
قلما تحفظ المليحة عهدا |
وله من أخرى مطلعها :
صبابة لا اصطبار يضمرها |
|
ومهجة لا خليل يعذرها |
ودمعة لا الزفير ينضبها |
|
وزفرة لا الدموع تضمرها |
وعشقة قد أبان أولها |
|
أن هلاك المحب آخرها |
فكل نار إذا علت خمدت |
|
سوى التي جمره تسعرها |
ويح جريح اللحاظ علته |
|
في الطب حيث الطبيب خنجرها |
تبات عين الحبيب ليلته |
|
كالنجم لكن أبيت أسهرها |
لو لا الكرى قامت مرنحة |
|
لم تك أيدي الجفون تهصرها |
لي زفرة لم أزل أصعّدها |
|
ودمعة لم أزل أقطّرها |
ما العشق إلا كالكيمياء أنا |
|
دون جميع الأنام جابرها |
تبسم إن كلمت مشاكلها |
|
ودر دمعي غدا يناظرها |
هيفاء ما الغصن مثل قامتها |
|
لكن أعطافه أشايرها |
أعشق من أجلها الكثيب إذا |
|
تضم أمثاله مآزرها |
وأحسد البدر في محبتها |
|
فغيره لا يكاد ينظرها |
وألثم المسك والعبير عسى |
|
يكون مما فتت ضفائرها |
لله ما في الهوى أعالج من |
|
لواعج في الهوى أصابرها |
يا حبذا خلسة ظفرت بها |
|
في غفلة للزمان أشكرها |