هابته أنفاس النفوس بأسرها |
|
في الناس بعد العالم العلام |
ولبأس شدّته الأسود تشردت |
|
وتسترت في الغاب والآجام |
ومنها :
يلقاك بالبشر الذي من نشره |
|
ريح المنى يسري بطيب بشام |
بخلائق تكسو الرياض خلائقا |
|
فتضيع ريا مندل وخزام |
ويريك من رضوان عدل جنة |
|
فيها لحرب البغي نار ضرام |
ومنها :
يا أيها الطود العظيم وصاحب |
|
الطول الجسيم وجوشن الإسلام |
ألبست من حلل الوزارة خلعة |
|
قنع الألى منها بطيف منام |
ومنها :
ما دار في فلك المدير مداره |
|
إلا لنصرك في ألذ خصام |
إلى أن قال في آخرها :
كتبت مدائحك الليالي أشطرا |
|
تبقى بقيت على مدى الأيام |
وقلت أنا الفقير في ترجمته : حكيم أخذ حظه من الحكمة فنطق بها والحكمة حظ النفس الناطقة ، فما سرى ذهنه في استقصاء غرض إلا وكانت الصحة له موافقة؟؟؟ عالج نسيم الصبا لما اعتل في سحره ، والجفن المريض لزانه وزاد في حوره.
ولو أنه طب الزمان بعلمه |
|
لبرّاه من داء الجهالة بالعلم |
حكى لي المرحوم السيد عبد الله الحجازي قال : رأيته وقد ملك كامل الصناعة ، وبلغ الغرض في البلاغة والبراعة ، وأملى مالا يسع ، واعتدلت معه الطبائع الأربع ، وفصل الموجز بفصيح العبارات ، وعلم الأسباب منها والعلامات ، فأويت منه إلى فاضل جمع شمل الفضل بعد شتاته ، وردّ في جسد الأدب روح حياته ، وأخذت عنه جملة من فنونه ، وتمتعت حينا بمصونه ومخزونه. وكان على أسلوب الحكيم ، ومشرب النديم ، ولهذا كثر القول في اعتقاده ، حتى صرح كثير بإلحاده. وقد وقفت له على قصيدة أثبت منها هذا القدر ، ومستهلها قوله :