أبقنا منك بالعصيان جهلا |
|
وأنت دعوتنا حلما ومنّا |
فقابل بالرضا يا رب واغفر |
|
بمحض الفضل ما قد كان منّا |
وهذا ما وقع اختياري عليه من أشعاره وفيها كفاية.
وكانت ولادته في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وتسعمائة ، وتوفي سنة اثنتين وأربعين بحلب ودفن بزاوية آبائه (١).
والبيلوني بفتح الباء الموحدة ، وهو نوع من الطين يستعمل في الحمّام ، وأهل مصر تسميه طفلا. قال الخفاجي : وكلاهما لغة عامية لا أعرف أصلها * ، كذا ذكر. وفي الصحاح : الطفل بالفتح : الناعم ، يقال : جارية طفلة أي ناعمة. ولعله سمي به هذا النوع من الطين لنعومته لأنه كالصابون تغسل به الأبدان سيما في الحمّام. ا ه.
وقال الشهاب الخفاجي في الريحانة في ترجمته : أديب فاضل له طرف وملح ، وشعر سمح طبعه منه مما سنح ، وله مجلس من مجالس القصاص والنصاح ، ينادي به كل طالب حي على الفلاح ، رأيته وقد قدم الروم بصحبة الوزير نصوح ، وشمس فضله من أفق معاليه تلوح ، فانقطع عن الاختلاط ، وربما حرك السكون ردىء الأخلاط. وله شعر وشعور ، هما من خير الأمور ، كقوله :
يقولون نافق أو فوافق مرافقا ... إلخ البيتين المتقدمين.
وقوله في بعض منازل الحج المسمى بأكرة ويقال لها أكرى بالقصر أيضا :
تعففت عن زاد الرفيق ومائه |
|
وسرت لبيت الله أهدي له شكره |
ووفرت ما عندي احترازا وإنني |
|
لصوني ماء الوجه لم أر ما أكره |
_________________
(١) مكان الزاوية في المحلة المعروفة بجب أسد الله في الزقاق الذي هو وراء الخان الجديد المعروف بخان الميسّر ، وداخلها خراب ولم يبق منها إلا جدرانها وبيت مشرف على الخراب يسكنه الفقراء. ووقف بني البيلوني وقف عامر ذو ريع ومتولوه أو دائرة الأوقاف لا يلتفتون إلى عمارة هذا المكان. وقبر المترجم بجانب باب الزاوية وله شباك صغير على الجادة.
(*) يرى محمد خير الدين الأسدي في «موسوعة حلب المقارنة» أن العربية استمدت البيلون من اليونان Valaniyon بمعنى الحمّام ، والحمّام في اللاتينية : Balnea والعربية سمت الحمّام : البلّان. وجاء في اللسان (ط ف ل) : الطفال : الطين اليابس ، يمانية.