والطاعون» (١) ، وهو مشهور ، وله مجاميع اشتملت على تعاليق غريبة. وأخذ عنه خلق كثير.
وله شعر كثير ، منه ما قرأته في «الجواهر الثمينة» للسيد محمد بن عبد الله المعروف بكبريت المدني قال : أنشدني إجازة لنفسه بحلب الشيخ فتح الله البيلوني قوله :
السبت والإثنين والأربعا |
|
تجنب المرضى بها أن تزار |
بطيبة يعرف هذا فلا |
|
تغفل فإن العرف عالي المنار |
(قلت) : هذا عرف مشهور ، لكن ورد في السنة ما يرد السبت منه ، فقد روي أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يفقد أهل قبا يوم الجمعة فيسأل عن المفقود فيقال له : إنه مريض ، فيذهب يوم السبت لزيارته.
ومن كلام صاحب الترجمة في صدر تأليف له : ولما كانت الهدايا تزرع الحب وتضاعفه ، وتعضد الشكر وتساعفه ، أحببت أن أهدي إليه هدية فائقة ، تكون في سوق فضائله نافقه ، فلم أجد إلا العلم الذي شغفه حبا ، والحكم التي لم يزل بها صبا ، والأدب الذي اتخذه كسبا ، ورأيت فإذا التصانيف في كل فن لا تحصى ، والأمالي من سطور العلماء وطروس الحكماء أوسع دائرة من أن تستقصى ، إلا أن التأنق في التحبير من قبيل إبراز الحقائق في الصور ، ومن هنا قيل : لكل جديد لذة ولا خلاف في ذلك عند أهل النظر.
وذكر السيد محمد كبريت المذكور آنفا في كتابه «نصر من الله وفتح قريب» أنه أخبره أنه قال له عمه أبو الثناء محمد بن محمود البيلوني : لا تباحث من هو أعلى منك مرتبة ، لأنه ربما انجر الكلام إلى مسألة معلومة عندك لم يطلع عليها الشيخ فيحمر وجهه ، ثم لا تكاد تفلح إن رأيت في نفسك شيئا لذلك ، ولا من هو مثلك ، فإنه لا يسلم لك كما أنك لا تسلم له فيفسد عليك عقلك وتفسد عليه عقله ، والمعاصر لا يناصر ، وعليك بمن هو دونك فإنه يستفيد منك بغير إنكار وتستفيد أنت بإفادته ، فقد روي عن أبي حنيفة : من أحب أن يظهر الخطأ في وجه مباحثه فقد أخطأ هو لرضاه بالخطأ ، وإنما يعرف حال أهل العلم من جال في ميدانهم بنور الإنصاف. كان السيد تلميذ السعد يستفيد منه كل يوم أربع مسائل ويفيده ثمانية مسائل ، وكان عمره عشرين سنة وعمر شيخه ثمانين ، فقيل
__________________
(١) منه نسخة في الأحمدية بحلب وفي مكتبة بيت سلطان بحلب وفي السلطانية بمصر.