والناصري المذكور زاد في الجامع القبلية الشرقية وعين لها إماما وخادما من ريع وقفه المتقدم وجعل باقيه لذريته. والباقي من هذه العقارات دكانان في سوق الباطية في حلب ونصف الطاحون الذي في أنطاكية. وهي الآن تحت يد دائرة الأوقاف تعطي خادم الجامع راتبه لا غير.
وللجامع قبليتان إحداهما جنوبية والأخرى شرقية ، وهما متصلتان ببعضهما البعض ، طول القبلية الجنوبية ٩٧ قدما وعرضها ٢٣ ، وفيها محرابان ومنبر ، وهناك تقام الجمعة ، ولا زخرفة في المحراب. وطول تتمة هذه القبلية ٥٤ قدما وعرضها ٢٥ ، وطول القبلية الشرقية ٨٨ قدما وعرضها ٥٤ قدما.
وفي وسط هذه القبلية حوض يأتيه الماء من القناة عمر في نواحي سنة ١٢٧٠ ، عمره الشيخ أحمد الخوجة وكان إماما بهذا الجامع ، وكان رجلا صالحا من تلامذة الأستاذ الكبير الشيخ أحمد الترمانيني.
وللجامع صحن واسع طوله ١٠٦ أقدام وعرضه نحو ٧٤ قدما ، وفي وسطه حوض صغير ، وفي شرقي الصحن في آخره صهريج ، حدثني المتولي أنه حين حفره تبين أن هناك خشخاشة طولها ١١ ذراعا وعرضها ٨ تحتوي على ثلاثة أواوين ، وهناك باب مصراعاه من الحجر مثل باب المقام في الصالحين ، وقد سد هذا الباب وأكملت عمارة الصهريج.
وفي شمالي الجامع حجر للإمام وغيره. وفي الجهة الغربية رواق كتب بين قنطرتين من قناطره :
(١) جدد هدا المكان المبارك
(٢) الفقير إلى الله تعالى الحاج محيي الدين بن الحاج
(٣) عبد القادر بن محب في غرة شهر رجب سنة ١١٢٧ ه.
والحاج محيي الدين هذا مدفون في تربة السيد علي وقبره باق إلى الآن.
وداخل هذا الرواق قسطل محرر على بابه : أنشأ هذا السبيل المبارك الحاج محمد بن الحاج شمس الدين الشهاب ... يعرف ... بتاريخ شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.