وكان يقابل من يأتي بالسلام عليه بالبشاشة والإقبال ويبادر إلى إسماعه الحديث المسلسل بالأولية. وكان من أفراد الدهر ، عليه جلالة العلم وأبهة الفضل ونورانية العبادة ، متوقد وجهه نورا ، ويشهد له من رآه أنه من العلماء العاملين والأولياء الصالحين.
ومن شعره وهو مما تلقيناه عنه وأجازنا به ، وكان حصل له مرض حين تم له ستون سنة من عمره :
لما وعكت بغاية الستين |
|
جافيت كل دنية في الدين |
وبذلت جهدي في العلوم ونشرها |
|
للعاملين بها ليوم الدين |
ومنه أيضا :
اقنع بما لا بد منه وكف عن |
|
ما قد بدا مما عليه الناس |
وإذا كففت عن الذي فتنوا به |
|
ذهبت همومك والعنا والباس |
ومنه أيضا :
ربع قواي من سنين قد عفا |
|
والحب أبدل الوصال بالجفا |
والدمع من أجفان عيني وكفا |
|
فحسبي الله تعالى وكفى |
ورأيناه أطروشا لا يسمع إلا بإسماع في أذنه ، وقال لنا : من نعم الله علي هذا الطرش ، فإني لا أسمع غيبة ولا غيرها ، إلا أني أسمع قراءة القرآن إذا قرىء عندي.
وبالجملة كان فردا من أفراد العصر وأعجوبة من أعاجيب الدهر رحمهالله تعالى.
حدثنا أبو الثناء محمود بن محمد البيلوني لما قدم علينا دمشق ، وكان التحديث يوم الأحد سابع عشري جمادى الآخرة سنة سبع بتقديم السين بعد الألف بالعادلية الصغرى داخل دمشق بالقرب من قلعتها ، وهو أول حديث سمعته منه : حدثنا المعمر برهان الدين ابن إبراهيم ابن الشيخ عبد الرحمن الحلبي المعروف بابن العماد بحلب ، وهو أول حديث سمعته منه قال : حدثنا جماعة منهم شيخنا الحافظ العز عبد العزيز بن نجم الدين المدعو عمر ابن محمد بن فهد المكي الشافعي بداره بزيادة دار الندوة من المسجد الحرام رابع ذي الحجة سنة خمس عشرة وتسعمائة ، وهو أول حديث سمعته منه : حدثنا والدي الحافظ نجم الدين ، وهو أول حديث سمعته منه قال : حدثنا الخطيب صدر الدين أبو الفتح محمد