لفظي فكان السبب أن قلت (وهنا أنشد أبياتا تقدمت في ترجمة الرضي الحنبلي *).
قال : ثم أخذ عني كتابي «الفرع الأثيث في علوم الحديث» لما حررته بمشارفته ، وقرأ علي أيضا «شرح اللب الأصولي» للقاضي زكريا ، وكان السبب في أن وضعت عليه حاشيتي الموسومة بشرح اللب مع مشاركة في تحريرها وتهذيبها كما ذكرت ذلك في إجازتي له غب إتمامها في نسخة حاشيتي التي بخطه جريا على عادته في كتابة ما يقرؤه عليّ من تأليفاتي مختومة بإجازاتي.
ولما كانت سنة أربع وستين ولي تدريس البلاطية بحلب التي أنشأها الحاج بلاط داودار الحاج إينال كافلها إلى جانب تربة مخدومه على ما ذكر في تاريخ أبي الفضل ابن الشحنة. ومع هذا لم يزل ملازم القراءة علي في شرح «المواقف» و «العضد» مع حاشيتيه للسيد الجرجاني وللسعد التفتازاني. ا ه ما ترجمه به أستاذه العلامة الحنبلي.
وترجمه المحبي في «خلاصة الأثر» ومما قاله : وقد ذكره جماعة من المؤرخين والمنشئين ، وكلهم أثنوا عليه ووصفوه بأوصاف حسنة رائقة ، وبالجملة فإنه كان واحد الدهر في كل فن من فنون الأدب ، جمع بين لطف التحرير وعذوبة البيان ، وكان بالشهباء أحد المشاهير ومن جملة الجماهير ، نشأ في كنف أبيه ، وقرأ على جماعة من العلماء ، وأكثر اشتغاله على الرضي ابن الحنبلي صاحب تاريخ حلب. وهنا ساق مقروءاته ومن أخذ عنه كما تقدم ، ثم قال : وصنف وأفاد وشرح «مغني اللبيب» شرحا جمع فيه بين الدماميني والشمني وأطال فيه ، وهو في بابه لا نظير له. وتعاطى صنعة النظم والنثر فأحسن فيهما إلى الغاية. ومن محاسن شعره قوله :
نازع الخدّ عذار دائر |
|
فوق خال مسكه ثم عبق |
قائلا للخد هذا خادمي |
|
ودليلي أنه لوني سرق |
فانتضى الطرف لهم سيف القضا |
|
ثم نادى ما الذي أبدى الفرق |
أيها النعمان في مذهبكم |
|
حجة الخارج بالملك أحق |
وقوله :
__________________
(*) مطلعها :
يا من لمضطرم الأوا |
|
م حديثه المرويّ ريّ |