والشتاء ، ومركز كلّ شيء معدنه ، والمعدن مستقرّ الجوهر (١).
وهذه الكلمات ـ كما تراها ـ لا اختلاف فيها من حيث المفاد ، وهي بأسرها متّفقة الدلالة على أنّ المعدن اسم للمحلّ لا للحالّ ، كما أنّها متّفقة الدلالة على أنّ المعدن له معنيان : عامّ وخاصّ ، وظاهر الجميع : أنّه متى أطلق اسم المعدن من غير إضافته إلى شيء يراد به معناه الخاصّ ، وهو المكان الذي يستخرج منه جواهر الأرض ، كما في عبارة النهاية ، أو منبت الجواهر كما في عبارة القاموس ، أو مستقرّها كما في المجمع.
وأمّا الصحاح فلم يصرّح بمعنى مطلقه ، بل أو كله الى وضوحه.
وأمّا مع الإضافة : فيصحّ إطلاقه على مركز كلّ شيء ، أي : مكانه الذي خلق فيه بالطبع ، لا مطلق ما ركز فيه ولو بالعرض ، فيطلق على الأرض المشتملة على نوع خاصّ من التراب أو الحجر أو الرمل ونحوه : أنّه معدن هذا الشيء ، ولكنّه لا ينسبق الى الذهن من إطلاق اسم المعدن مثل هذه الأشياء ، بل ينصرف الى المعنى الأوّل.
وهل هو لشيوع إرادته من مطلقة أو لكونه أكمل أفراد المطلق أو لصيرورته حقيقة فيه ، كما ربّما يستشعر من كلمات اللّغويّين؟احتمالات لا يخلو أوّلها عن قوّة.
وأمّا الأصحاب : فظاهرهم الاتّفاق على أنّه اسم للحالّ لا للمحلّ ، فإنّهم عرّفوه : بما استخرج من الأرض ، وقد اختلفوا من حيث التعميم والتخصيص.
ففي المسالك قال : المعادن جمع معدن بكسر الدال ، وهو هنا : كلّ ما
__________________
(١) مجمع البحرين ٦ : ٢٨١.