من مطالبته إياه وهو يمنعه ، ثم دفعه أخوه ذات يوم فألقاه على وجهه وصار التراب على صفحات وجهه ، فمرض من تلك فمات سنة ثمان وخمسين رحمهالله.
الكلام على زاوية الحاج بلاط :
قال أبو ذر في الكلام على الزوايا : هذه الزاوية خارج باب المقام ، أنشأها الأمير زين الدين الحاج بلاط دوادار الحاج إينال كافل حلب. وسبب عمارته لهذه الزاوية أنه توفي ولد لأستاذه الحاج إينال المذكور ودفن هناك ولم يكن هناك تربة ولا زاوية ، وحضرت دفنه فرأيت قد شق هناك أساس ووضع هناك أحجار لأجل بناء تربة ، ثم شرع بعد ذلك الحاج بلاط في عمارة هذه التربة والزاوية وبينهما حوش كبير. وكان هناك بستان فتوصل إليه بطريق شرعي وعمر فيه هذه الزاوية ، وجعل هناك حوض ماء أحضره من قرية جبرين وأجرى الماء إليه وإلى التربة والزاوية من دولاب كان بالبستان المذكور.
وهي وقف على فقراء الطلبة من الحنفية عدة عشرة أنفار ، ورتب فيها إماما ومؤذنا ومدرسا ، وشرط أن يطبخ للساكنين بها طعام بكرة وعشيا ، ولكل واحد من المقيمين وأصحاب الوظائف رغيفين مع زبدية طعام بكرة وعشيا. ورتب ثلاثة أنفار يقرؤون القرآن على تربة أستاذه الحاج إينال ليلة الإثنين وصبيحة الجمعة.
ووقف على الزاوية والتربة ربع سوق الملح وربع قرية معرة دبسة ونصف باسوقان من جبل سمعان وحصة بالنيرب بقرب حلب ، ومهما فضل عن المستحقين يكون له ثم لذريته من بعده ثم من بعدهم للعتقاء من مماليكه وجواريه. ا ه.
وقال في الدر المنتخب : تربة الحاج إينال نائب حلب تجددت في سنة ثلاث وستين وثمانمائة وبنى إلى جانبها من جهة الشمال دواداره الحاج بلاط مدرسة ، وقد بني الآن لصيق تربتها هذه من الشمال. ا ه.
أقول : مكان هذه الزاوية خارج باب المقام بالقرب من شرقي تربة خاير بك ، وبقي من آثارها إيوان كبير لكنه خرب ، وأمامه ست حجر عن اليمين واليسار ويسكن فيه الغرباء. ولا أثر الآن للتربة ، وجرن الحوض لا زال باقيا.