٩٥٢ ـ شيخ الإسلام عمر بن عبد الوهاب العرضي المتوفى سنة ١٠٢٤
عمر بن عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسين العرضي الحلبي الشافعي القادري ، المحدث الفقيه الكبير ، مفتي حلب وواعظ تلك الدائرة.
كان أوحد وقته في فنون الحديث والفقه والأدب ، وشهرته تغني عن الإطراء في وصفه.
اشتغل بالطلب على والده ، ثم لزم الشيخ الإمام محمود بن محمد بن محمد بن حسن البابي الحلبي المعروف بابن البيلوني ، وكان عمره إذ ذاك أربع عشرة سنة ، فقرأ عليه الجزرية ومقدمة التصريف العزية وتجويد القرآن وقطعة من تيسير الداني. ثم انحاز إلى المنلا إبراهيم بن محمد البياني الكردي ثم الحلبي الشافعي ، فقرأ عليه كثيرا من الفنون. ثم وصل إلى العالم الكبير محمد رضي الدين بن الحنبلي فقرأ عليه وانتفع به وتخرج عليه ، وأخذ عن العالم العلامة محمد بن المسلم التونسي الحصيني نسبة إلى بني الحصين ، طائفة من الأنصار ، المالكي نزيل حلب ، لازمه سنين وانتفع بعلمه وسمع من لفظه صحيح البخاري تماما مرات عديدة وجانبا كبيرا من صحيح مسلم بقراءة ولده محمد المقتول ومن لفظه حصة كبيرة من الشفاء للقاضي عياض ، وقرأ عليه في المطول من بحث أحوال متعلقات الفعل إلى آخر الكتاب ، وكان قرأ من أوله إلى هذا المحل على شيخه المنلا إبراهيم الكردي المذكور آنفا ، وسمع عليه بقراءة غيره في شرح الألفية للمرادي وفي مغني اللبيب وفي شرح ابن الناظم على ألفية أبيه ، وقرأ عليه شرح العراقي على ألفيته بتمامه وحصة يسيرة من شرح العضد على مختصر ابن الحاجب ، وشرع عليه في قراءة الأصفهاني شرح طوالع البيضاوي وفي بحث الإلهيات فقرأ عليه درسين ، ثم حم ابن المسلم ومات.
ورواية ابن المسلم البخاري عن البرهان العمادي الحلبي وأسانيده معروفة ، وعن الفخري عثمان بن منصور الطرابلسي وهو يرويه عن أبي العباس أحمد الشاوي الحنفي والزين الهرهامي عن الحافظ العراقي بأسانيده ، ويرويه وسائر كتب السنن عن قاضي الجماعة بتونس سيدي أحمد السليطي سماعا من لفظه لصحيح البخاري وإجازة لباقي كتب السنن. وأجازه البدر الغزي من دمشق بالمكاتبة.