وكانت وفاته بحلب الشهباء يوم السبت رابع رمضان المعظم سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف ، ودفن بها وقبره معروف يزار ويتبرك به رحمهالله. ا ه.
أقول : إنه مدفون في تربة المشارقة ، ولا زال قبره باقيا وهو في صدر التربة.
١٠٢٥ ـ مصطفى بن الحفسر جاوي المتوفى سنة ١١٢٣
مصطفى بن الحفسر جاوي الشافعي ، خاتمة المحققين والعلماء العاملين ، شافعي زمانه ومزني أوانه.
ولد بقرية حفسرجة من أعمال حلب ونشأ بها ، وقرأ القرآن العظيم بإدلب الصغرى وبعض المقدمات.
ورحل لمصر فجاور بأزهرها عشر سنين ، وأخذ عن علمائها بعد أن قرأ عليهم في المدة المذكورة في سائر العلوم ، إلى أن فاق الأقران ، وشهد بتفوقه أهل هذا الشان. ثم حج منها وجاور بمكة سنتين وقرأ على أفاضلها وعنهم أخذ.
ثم عاد ودخل حلب سنة ثلاث عشرة ومائة وألف وأهلها إذ ذاك أحوج ما يكون إلى فقيه مثله ، فبلغ بني المحب رحم الله سلفهم وجبر خلفهم قدومه ، فدعوه إلى منزلهم وتلقوه بالترحيب وأنزلوه دارا من دورهم ، فهرعت إليه الطلبة ، فكان يقرئهم في دار بني المحب.
ثم إن المذكورين زوجوه بابنة عم له أتوابها له من قريته ، فاشتغل بالإفادة شتاء في دور المذكورين رحمهمالله تعالى ، وفي الفصول الثلاثة يخرجون إلى بستان لهم والطلبة ترد عليه ، منهم من يبيت عنده ومنهم من يعود ، وبنو المحب موكلون به وبأضيافه من يقوم بخدمتهم وطعامهم. وتسارعت إليه الناس وأخذ عنه الكثير ، منهم العلامة السيد حسن الشهير بابن الطباخ ، والعلامة محمد الشهير بابن الزمار ، والعلامة عبد اللطيف الزوائدي ، والعلامة السيد محمد الكبيسي ، والعلامة حسن السرميني ، وشيخنا رمضان العطار ، والشيخ محمد الحموي وخلائق لا يحصون.
وله بعض تحريرات ، منها رسالة مختصرة في طهارة فرو الصنصار الذي هو الدلق وأن التحقيق في المذهب أن الصمور والزرداوه والصنصار نوع واحد ولبسه رحمهالله.