في وسطها قبر مجدد الجامع الخواجه سعد الله الملطي كما تقدم ذلك عن در الحبب. ومن غريب الأمور أن هذا القبر جددت أحجاره منذ سنوات قلائل وكتب عليه أنه قبر الشيخ علي القاشاني المتوفى سنة ٨٦٧ مؤلف «نور الإيضاح» ، ولا وجود لرجل من علماء الشهباء مسمى بهذا الاسم ، و «نور الإيضاح» كتاب صغير في الفقه الحنفي كثير التداول ومؤلفه الشيخ حسن الشرنبلالي وهو مصري ، ولدى التحقيق تبين أن البعض من العوام البله فعل ذلك ، فأخبرت دائرة الأوقاف بالحقيقة ووعدت أن تمحو ما كتبه هذا الجاهل وتكتب موضعها اسم مجدد الجامع رحمهالله.
وفي شرقي القبلية إيوان واسع كان الزاوية أو المدرسة المتقدمة الذكر ، ولها باب من صحن الجامع ، وهي الآن داخلة في عموم البناء الذي بناه المجدد الخواجه سعد الله. وهناك سدة وهي مدهونة دهانا جميلا جدا تستدل منه على رقي هذه الصنعة في ذلك العصر ، وكان لها سلم مدهون على شاكلتها كسره العسكر الذين قطنوا في هذا الجامع أثناء الحرب العامة منذ ثمان سنوات.
وكان المتولي على هذا الجامع الشيخ إبراهيم السلقيني تولاه سنة ١٣٢٢ ، وفي أثناء توليته عمر الرواق الغربي ، ثم استلمته منه دائرة الأوقاف سنة ١٣٤١. وفي هذه السنة وهي سنة ١٣٤٤ اهتمت بترميم أروقته وتبليطها وترميم أسطحته ، ولا زال العمل قائما فيه. والباقي له من العقارات أربعة دور وتسعة دكاكين وفرن وأرض.