العاملىّ ، رفع الله درجته فى أعلى مقامات الشّهداء والصّدّيقين :
«أودعت نفسى وأهلى ومالي ووالدى فى أرض ، الله سقفها ومحمّد حيطانها وعلى بابها والحسن والحسين والأئمة المعصومون والملائكة حرّاسها ، والله محيط بها ، والله من ورائهم محيط ، بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ».
(٢)
الخلسة
ومن لطائف ما اختلسته واختطفته من الفيوض الرّبانيّة والمنن السّبحانيّة بجزيل فيضه وسيبه ، سبحانه ، وعظيم فضله ومنّه ، جلّ مجده وعزّ سلطانه ، حيث كنت بمدينة الإيمان حرم أهل بيت رسول الله ، صلّى الله عليه وعليهم ، قم المحروسة ، صينت عن دواهى الدّهر ونوائب الأدوار ، فى بعض أيّام شهر الله الأعظم ، لعام ١٠١١ من المهاجرة المباركة المقدّسة النّبويّة :
إنّه قد غشيتنى ذات يوم من تلك الأيّام فى هزيع بقى من النّهار سنة شبه خلسة ، وأنا جالس فى تعقيب صلاة العصر ، تاجها تجاه القبلة ، فأريت فى سنتى نورا شعشعانيّا على أبهة ضوآنيّة فى شبح هيكل إنسانىّ مضطجع على يمينه وآخر كذلك على هيابة عظيمة ومهابة كبيرة فى بهاء ضوء لامع وجدول نور ساطع ، جالسا من وراء ظهر المضطجع ، وكأنّى أنا دار من تلقاء نفسى أو إنّه أدرانى أحد غيرى أنّ المضطجع مولانا أمير المؤمنين ، صلوات الله عليه وتسليماته عليه ، وجالس من وراء ظهره سيّدنا وشفيعنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنا جاث على ركبتى وجاء المضطجع وقبالته وبين يديه وحذاء صدره ، فأراه ، عليه صلوات الله وتسليماته ، متهششا متبششا ، متبسّما فى وجهى ، ممرّا يده المباركة على جبهتى وخدّى ولحيتى ، كأنّه مستبشر متبشّر لى ، منفّس عنّى كربتى ، جابر انكسار قلبى ، مستنفض بذلك عن نفسى حزبى وعن خلدى كآبتي. وإذ أنا عارض عليه ذلك الحرز ، على ما هو مأخوذ سماعى ومحفوظ جنانى ، فيقول لى : هكذا اقرأ ، وأقرأ هكذا :
«محمّد رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، أمامى ، وفاطمة بنت رسول الله ، صلوات الله عليها ، فوق رأسى ، وأمير المؤمنين على بن أبى طالب وصىّ رسول الله ، صلوات