[١٠] تزييف وهم وإزالة شكّ
عساك تكون ممّن لن يستمع إلى مثير التشكيك ، الإمام الفاضل ، فخر الدين الرازى ، حيث يقول في «المحصّل» ، رادّا على الفلاسفة ، أى «هذا التهويل خال عن التحصيل ، لأنّ المفهوم من «كان» و «يكون» لو كان أمرا موجودا في الأعيان [١٢٥ ب] ، لكان إمّا أن يكون قارّ الذات فيلزم أن لا يوجد في المتغيّرات وأنّ غير تارّ الذات استحال وجوده في الثوابت. وهذا التقسيم لا يندفع بالعبارات».
أو لم يكفك قول خاتم الحكماء المحقق نصير الدين الطوسىّ في نقده (ص ١٣٨) :
«إنّه لا شكّ في أنّ وقوع الحركة مع الزمان ليس كوقوع الجسم القارّ الذات الثابت الوجود مع الزمان ، وليس كوقوع القارّ الذات الباقى مع القارّ الذات الباقى ، كالسماء مع الأرض. وذلك الفرق معقول محصّل ، سواء كان تهويلا أو غير تهويل ، وليس معيّة المتغيّر والثابت مستحيلا ، [١٢٦ ظ] فإنّا نقول ؛ نوح ، عليهالسلام ، عاش ألف سنة ، فانطبق مدّة ثباته على الف دورة من الشمس. وإذا تقرّر اختلاف المعانى ، فللمصطلحين أن يعبّروا عن كلّ معنى بعبارة يرون أنّها مناسبة لذلك المعنى ، ولا يعنون بالتحصيل هناك غير دلالة العبارات على المعانى».
فو النفوس الصّافّة بمشهد الحقّ صفّا ، إنّه لقول منقّح محقّق. وبالجملة هذه المعيّة متحققة على أنّها ليست معيّة شيئين يقعان في زمان واحد. وهذا معنى محصّل. فإن كان أحد المعين الذات الثابتة والآخر الزمان كلّه ، سمّى ذلك المعنى دهرا. وهذه المعانى وإن كانت جليّة على ذوى الحدس [١٢٦ ب] فربما تكون مخبوة تحت الاختفاء عن أنظار المعاصرين. ونعمّا العبارة ما قيلت : «إنّ نور الحقّ كلّما كان أشرق وأجلى ، فهو للعقول الرّمدة أضعف وأعشى».
[١١] بسط وإحكام
أليست هذه المسالك وراء مألوفات الأوهام ، فلا علينا لو بسطنا الكلام بنمط من القول يورد فيه شيء من عباراتهم. فلعلّ في ذلك ضربا من الإعانة ، على ما نحن بسبيله.
قال الشيخ الرئيس في طبيعيّات («الشفاء» ، ص ١٧١) : «والشيء الموجود مع الزمان وليس في الزمان ، فوجوده مع استمرار الزمان كلّه هو الدهر ، وكلّ استمرار