مثلا ، وهما نوعان مختلفان ـ فمحسوم بأنّ الإمكان ليس إلّا سلب ضرورة التّقرّر واللاتقرّر ، بالنّظر إلى نفس الذّات المتقرّرة من تلقاء العلّة ، سلبا بسيطا تحصيليا صادقا ، لا من حيث اقتضاء وعليّة من الذّات له ، بل من حيث عدم اقتضائها الضرورة المسلوبة ، وزوجيّة الأربعة مخالفة بالحقيقة لزوجيّة السّتّة ، لانقسامها إلى متساويين مخالفين بالماهيّة النّوعيّة للمتساويين المنقسم إليهما السّتّة. ومطلق الزّوجيّة المرسلة يستند إلى القدر المشترك ، وليس يصادم ذلك كون العدد متنوّعا بنفس الوحدات من غير جزء صوريّ. وفي «المباحث المشرقيّة» عقد مختلفة من التشكيكات ، فككناها بفضل الله ، تعالى ، فى صحفنا وتعاليقنا.
تشريق
(٥ ـ مبدأ الانتزاع هو الطباع المشترك [٦٠ ظ])
ليس هذا الضابط يتخصّص بالمعلول والعلّة ، بل إنّ أيّ مفهوم يحمل على خصوصيّات عدّة ، كان من جوهريّاتها أو من عرضيّاتها اللاحقة ، وأىّ معنى يلحق بها أو ينتزع منها فإنّ مطابق الحمل ومستحقّ الالحاق ومبدأ الانتزاع إنّما هو الطّباع المشترك ، ولا حظّ لشيء من الخصوصيّات من أن يكون لها بخصوصها مدخل في مصحّحيّة ذلك أصلا. وإن دخلت الخصوصيّة في الموضوع والملحوق به والمنتزع عنه بالعرض على أن يسوغ اعتبار اللحوق والانتزاع بالنسبة إلى الطبيعة المرسلة المخلوطة بتلك الخصوصيّة. ثمّ عند التحليل يقضي الفحص أنّ الملحوق به والمنتزع منه بالذّات ليس إلّا الطّبيعة المرسلة المشتركة بتّة. وكذلك مهما حمل مفهوم ما على طبيعتين مترتّبتين بالأعميّة والأخصيّة كان عند اللحاظ التحليلىّ إنّما موضوع الحمل بالذّات وبالقصد الأوّل الطبيعة العامّة ، ثمّ بتوسّطها الطبيعة الخاصّة الملغاة خصوصيّتها في استحقاق ذلك الحمل وتصحيحه.
تشريق
(٦ ـ الوجود المطلق مطابق لنفس الذّات المتقرّرة)
أما لديك من المستبين الملتحق بالفطريّات : أنّ المفهوم من تحقّق الشّيء في ذاته