وحده ولا أجسام أخر مستحيلة ، وإن لم تكن استحالتها بيّنة ، فكثير من المحالات لا تتبيّن استحالتها إلّا ببرهان. والوهم إذا رفع المستدير وأتى بالمستقيم يجد زمانا محدودا لا يستنكره. لكنّ النظر في ما يصحّ في الوجود ، دون التوهّم.
[٣٢] تفريع وضبط
فالدّوريّة غنيّة عن سائر الحركات غير مستغنية عنها. فهى إذن أقدم الحركات بالطبع ، فيجب أنّ تتقدّم جميع الحركات حتّى يصحّ وجودها. وأيضا المستديرة تامّة لا تقبل الازدياد والنقص والاشتداد والتضعّف ، كما تعرض في الحركات الطبيعيّة أن تشتدّ آخر الأمر ، كمدرة إذا قربت (٧١ ظ) من المركز فى القسريّة إن تتضعّف إلى أن تبطل رأسا. والتّامّ وكذلك الجرم الأقصى المستدير الذي هو موضوع تلك الحركة الدوريّة ، فإنّه أقدم الأجرام بالطبع ، وبه تتجدّد جهات الحركات الطبيعيّة المستقيمة ، فلا تحيّف بسطحه المحدّب خلأ ولا ملأ وهو. أيضا أشرف من الناقص. فالدوريّة أقدم من سائر الحركات بالشرف أيضا أشرف من سائر الأجرام.
[٣٣] كشف وإذاعة
رأيت كيف بدأنا بما يحيل قيام الزّمان بشيء من الحركات الفاعلة حدودا ونقطا ، أينيّة كانت أو كميّة أو كيفيّة ؛ ثمّ ثنّيناه بإيجاب كون مستديرة بوضعيّة الاستحفاظ هي أظهر الحركات [٧١ ب] ، وليست إلّا اليوميّة ، فرجع إبداء احتمال وضعيّة لا يشعر بها ، وهي أسرع من اليوميّة ساقطا سقوط اللّغو من القول [مبدئ الاحتمال هو الشريف العلّامة في حاشية شرح العين. منه رحمهالله]. ثمّ قفّيناه بما شمل الحركة الكيفيّة الغير المتناهية لو أمكنت ، كحركة الهيولى في الكيفيّات الاستعداديّة عندهم. وأمّا حركة النّفوس في الكيفيّات النفسانيّة والشوقيّة ، فأنت متحدّس من نفسك حالها. وكيف لم تحوجها سياقة البيان إلى أخذ وجوب السكون بين المستقيمتين.
وفيه تجشّم أنت عنه لفى مندوحة. فالرواقيّون ، ومنهم أفلاطون الإلهيّ نافوه ، وأكثر المتكلمين موافقوهم. والمشّاءون مثبتوه بقول دحض ، والجبّائيّ من [٧٢ ظ] من المعتزلة بما هو أدحض.