أمرا غير ذاته. كما أنّ إطلاق الموجود المطلق عليه بهذا الاعتبار أيضا.
وأمّا الحقيقة الواجبة بذاتها ، فلا فرد لها سوى ذات الواجب تعالى. وإطلاق الفرديّة هاهنا على سبيل التجوّز. فإنّ الحقيقة بنفسها عين ذات البارى ، لا كلّىّ صادق عليه وعلى غيره ، تعالى عنه.
وأمّا الواجب الوجود ، بمعنى شيء ما ثبت وعرض له وجوب الوجود ، فليس محمولا عليه تعالى أصلا. فاحفظه ، فإنّه حقيق بالحفظ ، والحمد لله ربّ العالمين على نعمائه الخارجة عن جهات الإحصاء.
(٦)
حدوث العالم ، او الجمع بين الرأيين للحكيمين
كتبه للسّيد منصور الكيلانيّ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أحمد الله ربّى حمدا فوق حمد الحامدين ، كما يليق بكرم وجهه وعزّ جلاله. وأصلّي على سيّدى ومولاى سيّد المرسلين وخاتم النبيّين وسادتى الطاهرين من عترته الأكرمين صلاة تبذّ صلوات المصلّين إزاء لشروق مجدهم وسطوع كمالهم.
ثمّ أقول : المشهور لدى العلماء والحكماء ، أنّ القول بأنّ العالم بأسره متعلّق الصّنع ، وأنّ الجاعل الحقّ ، جلّ سلطانه ، صانع إيّاه جميعا بإبطال العدم الدّارج والإخراج إلى الوجود العاقب على ما أجمعت عليه الفرق من أهل الملل والأديان وأصحاب المذاهب والشّرائع ، انّما القائل به من أئمّة الفلسفة إمام الحكمة أفلاطون الإلهيّ وأستاذوه الأساطين من قبل.
فأمّا معلّم المشّائين أرسطوطاليس وأشياعه فليسوا يؤمنون بذلك ، بل إنّما يقولون بالتّشطير فى العالم بالقياس إلى الصّنع والإبداع ، قائلين إنّ البارى الفعّال ، عزّ سلطانه ، ليس هو بصانع لجملة العالم قاطبة ، بل هو مبدع للسرمديّات صانع للكائنات.
وعلى ذلك بنى شريكنا السّابق ، شيخ مشائيّة الإسلام فى كتبه ، وعمل النّمط الخامس من كتاب «الاشارات» فى الصّنع والإبداع ، وجعل الصّنع إيجاد الحادث المسبوق بالعدم ، بخلاف الإبداع ، على ما هو سبيل الفلسفة المشّائيّة المشهوريّة.