غير القارّ ، وتبيين وجود الزمان بأجزائه الممتدّة من الليالى والأيّام والشهور [٨٦ ب] والأعوام ، والحكم بأنّ الموجود من الحركة يتقدّر بالزمان وينطبق على المسافة وتتكمّم بكميّتها بالعرض ، وهو لا يصحّ في التوسّطيّة ؛ ومخالفة عامّة المتكلّمين لهم في وجود العرض الغير القارّ من الأمور الموضعة مذهبهم في وجود الممتدّ من الزمان والحركة وإجراء تلك الأحكام مجرى المسامحة يشبه أن يكون فشفشة في القول وتقوّلا على الفلاسفة وقعقعة في الفلسفة وهدما لبنيان الحكمة.
[٧] إشارة
كما أنّ الحركة التوسّطيّة والآن السيّال ترسمان الممتدّ من الحركة والزمان الذي هو مقدارها في الأعيان ، كذلك يرتسم [٨٧ ظ] من كلّ منهما بحسب الاستمرار وعدم الاستقرار أمر ممتدّ في الذهن ، أعنى الخيال. وحدوث ذلك الارتسام الخيالىّ إنّما يكون على التدريج في زمان. فالأجزاء المفروضة في ذلك الممتدّ تكون متعاقبة في الارتسام على نحو ما تتعاقب الأجزاء المفروضة في الخطّ المستقيم المرتسم من القطرة النازلة أو المستدير المرتسم من الشعلة الجوّالة ، أعنى بذلك التعاقب في صرف الحدوث دون البقاء ، فإنّ تلك الأجزاء مجتمعة هناك في البقاء آنا على خلاف ما يكون في الارتسام الخارجىّ ، فشأنه [٨٧ ب] هناك تعاقب ما تنفرض من الأجزاء المتوهمة حدوثا وبقاء. فاحدس من ذلك أنّ من حكم بكون الزمان أو الحركة غير قارّ الذات مطلقا ، عنى به ذلك بحسب الوجود في الأعيان.
[٨] وهم وهتيكة
أرأيت من الناس من ضلّ فظنّ أنّه لا يوجد في الأعيان من الحركة والزمان إلّا التوسّط والآن السيّال المنطبق عليه. وأمّا الممتدّ منهما فإنّما يرتسم في الخيال من ذينك الراسمين على الجهة المستقصاة ، لا غير. ثمّ من العجب ما يدور على السنة المتأخّرين عامّتهم أنّ ذلك [٨٨ ظ] هو ما اجتمعت عليه آراء الفلاسفة بشتاتها. وقد ذكر الشيخ في طبيعيات «الشفاء» أنّه من المذاهب الباطلة التي اضطر كثير من النّاس إلى انتهاجها من جهة شكوك اوردت ، ويعسر على الأوهام حلّها. وسنبلّغك قوله بعبارته إن شاء الله.