المفارق مطلقا في الأنوار العقليّة الّتي هي بالسماء فى الفطرة الأولى على الإطلاق والمفارق فى ذاته فقط ، كالنفوس المفارقة التي لها فى سيرتها الأولى كمالات بالقوّة تتجمل بها بالفعل فى الفطرة الثانية والهيولى الأولى التي فعليّة جوهر ذاتها منضمة فيها القوّة المطلقة والصّورة القابلة بالوجود والتّشخّص فى المادّة بضربيها الجرمانيّة والمنوّعة والمتقوّم من المادّة والصّورة أى البرازخ الجسمانيّة بأنواعها وعنوان الثّانية. أنّ تقرّرها ووجودها فى نفسها هو بعينه تقرّرها ووجودها فى غيرها. أعنى ماهيّة ، حقّها إذا تقرّرت فى الأعيان أن تكون البتة فى موضوع بحسب شخصيّتها وبحسب طبيعتها المرسلة جميعا. وهذا طباع مشترك بين مقولات الأعراض التّسع المشهورة.
فأمّا مفهوم الموجود بالفعل فى الموضوع فمن العوارض اللّاحقة للتّسع بحسب الأعيان وبحسب الوجود فى الذّهن جنسا ولمقولة الجوهر أيضا ولكنّه من حيث خصوص حصولها فى الذّهن وبحسب شخصيّتها الذّهنيّة فقط وكذلك الموجود بالفعل فى الأعيان لا فى موضوع ليس هو المعنى الّذي جنسناه لمقولة الجوهر ، بل هو من عرضيّاتها اللّاحقة.
إيماض
(٢ ـ الماهيّات المتأصّلة والمقولات)
إنّما استيعاب المقولات العشر بجنسها للمتقرّرات بالذّات من الماهيّات المتأصّلة المتأحّدة تأحّدا جنسيّا ، فليس يستضرّ حصرها فى عددها إذا لم يقع تحتها الموجودات بالعرض ، كمفهومات العرضيّات وما ليس لها تحصّل نوعى ولا تأحّد جنسيّ ، كفصول الأنواع والأجناس وأشخاص لا تأحّد لها نوعيّا وأنواع لا تأحّد لها جنسيّا إن تمّ إثباتها. فليس اعتبار أىّ شيء إلى شيء كمقولة إلى مقولة ، أو لحاظ أىّ اعتبار لمعنى ما ، كالتّقييد بالبياض مثلا لمفهوم مطلق الذّات المرسلة ممّا يفرد لذلك الشّيء أو ذلك المعنى ذاتا أحديّة محصّلة وتأحّدا جنسيّا يستحقّ بذلك أن يجعل نوعا ويوضع نوعا ويوضع تحت جنس أو يعدّ جنسا من الأجناس. وذلك كما إذا قيل : المدن منحصرة فى بلاد عشرة ، سنّة التمدّن فيها على شاكلتين. ثمّ وجد قوم ... فلا يتمدّنون ، فإنّه ليس ضارّا فيه.
إيماض
(انتهى الموجود من الإيماضات)