هو ما دار من المعدّل من حين غروب نقطة منه ، إذ يغرب مركز الشمس إلى حين طلوع تلك النقطة مع مطالع ما سارته الشمس بحركتها الخاصّة في تلك المدّة.
ويلزم من ذلك : إمّا تساوى مطالع ما سارته الشمس بمقوّمها النّهاريّ ومغاربه ، وإمّا كون مقدار بعينه مقسوم قسمين مخالفا لمقدارى قسميه. فيكون مقدار القسمين لا كمقدار مجموعهما. والأخير بيّن الاستحالة والأول ممتنع في الآفاق المائلة ، مبرهن على امتناعه في الأفق المائلة في علم الهيئة حيث تبرهن أنّ كلّ قوس فإنّ مطالعها في كلّ أفق مائل مخالفة لمطالع نظيرة تلك القوس في ذلك الأفق بعينه. وكذلك مغاربها لمغارب النظيرة ، وأنّ مطالع كلّ قوس في كلّ أفق ، استوائيا كان أو مائلا ، كمغارب نظيرة تلك القوس في ذلك الأفق بعينه. فمطالع كلّ قوس في كلّ أفق مائل كمغارب نظيرتها المخالفة لمغاربها ، فتكون لا كمغاربها بتّة. وهذا الإعضال قد انفكّت عقدته بما قد حققنا في رسالة «قوس النهار». والحمد لله وحده حقّ حمده.
الإعضال السّابع
(المعلول مع تحقّق العلّة متصاعد إلى الجاعل الحقّ)
من المستبين أنّه ليس يتصوّر انعدام المعلول مع تحقّق علّته التامّة ، وأنّ لكلّ معلول بعينه علّة تامّة واحدة بعينها. وكذلك لعلّته التامّة المعيّنة أيضا علّة تامّة واحدة بعينهما. وهكذا متصاعدة في السلسلة الطولية إلى الجاعل الواحد الأحد الحقّ من كلّ جهة ، جلّ سلطانه وعلا نوره وبرهانه. فإذن لا يسوغ أن يزول شيء ما من الأشياء الموجودة أصلا. وإلّا لزم : إمّا زوال معلول ما مع بقاء علّته التامّة بعينها ، وإمّا انعدام تلك السلسلة الطولية المرتبة المتراقية إلى جناب الجاعل التام الواحد البسيط الأحد القدّوس الحقّ من كلّ جهة ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. وهذا الإعضال قد يسّرنا الله سبحانه لحلّ عقده وفكّ عقدته في كتاب «خلسة الملكوت». والحمد لله ربّ العالمين حق حمده.
الإعضال الثامن
(العلة المعدّة ومادّة المعلول)