أو محسوس من لدن عرشه العظيم إلى قرار أرضه باطل ، ما خلا وجهه الكريم.
[٩] ضابط تفصيلىّ
فإذن لا يجوز أن يطلق عليه تعالى اسم على سبيل التوصيف إلّا إذا صحّ اتصافه تعالى بمفهومه. ولمّا كانت أسماؤه توقيفيّة ، فلا يجوز أيضا أن يطلق عليه لفظ تسمية إلّا أن يكون قد سبق ورود إذن بذلك [١٩٢ ب] من قبل شارع وسانّ. فأسماؤه تعالى ، منها ما يصحّ إطلاقه عليه تسمية وتوصيفا معا ، كالعالم والقادر ، ومنها ما إنّما يجوز إطلاقه تسمية فقط ، لا توصيفا ، كالباقى والدائم ، إذا اشتقّ من الدّوام الزمانىّ ، ومنها ما لا يجوز ذلك إلّا توصيفا ، لا تسمية ، كواجب الوجود ومرادفات أسمائه الحسنى من سائر اللغات ، مثل خداى وتنگرى ودانا وتوانا. والله عليم بحقائق أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
[١٠] تمهيد تذكيرىّ
ألست قد تعرّفت أنّ الزمان بجميع أجزائه من أزله إلى أبده موجود واحد شخصىّ بهويّته [١٩٣ ظ] الامتداديّة ، على ما أسّسته محصّلة الفلاسفة وأذعنت به طائفة من متفلسفتهم ، وهو الذي يأذن به الحقّ المنضبح للحكمة ، ووجوده على امتداده الاتصالىّ إنّما هو في وعاء الدهر ؛ وكذلك الحركة القطعيّة التي هو مقدار لها موجودة في شخص مجموع الزمان على سبيل الانطباق عليه ، وهي بذلك تفارق مقدارها ، أعنى الزمان ، فإنّه موجود في نفسه ، لا في زمان آخر أو في حدّ من حدوده ، وهي ذات المقدار ، أعنى الحركة موجودة في الزمان. وهذا كما أنّ المتمكّن موجود في المكان ، والمكان موجود في نفسه لا في مكان آخر ولا في حدّ من [١٩٣ ب] حدوده. ولكلّ من ذينك الممتدّين في الأعيان راسما بسيطا. والرّاسمان هما الآن السيّال والحركة التوسطيّة البسيطة المنطبقة عليه.
فهل تذعن أنّ هناك كونا في الوسط مستمرّ الذات غير مستقرّ النسبة إلى حدود المسافة ، وتقطع بذلك تلك المسافة في الأعيان على سبيل قطوع منفصلة. ثمّ ليس هناك قطع للمسافة متصل منطبق عليها. فإذن أنت لمن همج المتفلسفين. ثمّ إنّهما كما