يكون. فإن كان كانت الكرة فيه ملاقية للنقطة الأولى ، فتكون ساكنة إن لم يتوسّطهما زمان ، فقد تتالى آنان.»
«وأيضا ، الآن الذي هو أوّل زمان اللّاملاقاة بتلك النّقطة إمّا أن تكون الكرة فيه ملاقية بنقطة أخرى أو لا تكون. فإن لم تكن ملاقية بنقطة أخرى لم تكن الكرة ملاقية للسطح ، هذا خلف ، وإن كانت (٢٨٩ ظ) ملاقية له ، فإمّا أن تكون ملاقية بالنّقطة الأولى أو بنقطة أخرى. والأوّل يستلزم كون الملاقاة بالنقطة الأولى غير زائلة ، وعلى الثاني ، فإمّا أن تكون بين تلك النّقطة وبين النقطة الأولى واسطة أو لا تكون. فإن كانت ، فتكون ملاقاة الكرة للسطح بذلك المتوسّط قبل الملاقاة بالنّقطة الثانية ، فلا تكون الملاقاة بالنقطة الثانية في أوّل زمان اللّاملاقاة بالنقطة الأولى ، وذلك خلف ، فإذن ليس بين النقطتين واسطة ، فيلزم تتالى النّقط (١)» ؛
فمستبين الوهم ممّا ظهر عليك.
فعلى ما تعرّفت ، حصول اللّاملاقاة بالنّقطة إنّما هو (٢٨٩ ب) على النّحو الثالث من أنحاء الحدوث ، وليس يلزم أن يكون اللّاملاقاة لها آن أوّل الحصول ، بل هى حاصلة في جميع الزّمان الّذي هو بعد آخر آنات الملاقاة بتلك النّقطة وفي أيّ آن فرض فيه ، وليس لها بداية آنيّة ؛ بل كلّ آن فرض في ذلك الزّمان يكون بينه وبين آخر آنات الملاقاة بالنّقطة لا محالة زمانا ، ويكون الكرة فيه ملاقية للسطح لا بالنّقطة ، بل بالخطّ الذي بإزاء ذلك الزمان ينفرز بحسب الوهم عن الخطّ الذي عليه تكون ملاقاتها له في مجموع زمان الحركة ، وهكذا إلى حيث يذهب الوهم.
وليس يمكنه لا محالة (٢٩٠ ظ) أن يبلغ إلى آن يصحّ أنّ فيه ابتداء اللّاملاقاة بالنّقطة واللّاملاقاة بالنّقطة مع تحقّق الملاقاة أعمّ من أن يكون هناك ملاقاة بالخطّ أو بنقطة أخرى. وعلى ذلك يقاس أمر رأس المخروط مع الخطّ.
فإذن ، قد صحّ ما أورده الشّيخ : «إنّه إذا كان المسلّم هو أنّ الكرة تلاقى السّطح بالنّقطة في آن وكان الخلاف في أنّ الحركات والازمنة غير مركّبة من أمور غير متجزية ومن آنات ، كالخلاف في المسافة ، وكان إنّما يلزم تجاور النّقط لو صحّ تجاور
__________________
(١) الرازى ، المباحث المشرقية ، ج ١ ، ص ٤٢٧.