أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبيه ، عن رجل قال : «قال أبو عبد اللهعليهالسلام : الدّعاء هو العبادة التي قال الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي) (غافر، ٦٠) ، ادع الله عزوجل ، ولا تقل : إنّ الأمر قد فرغ منه. قال زرارة : إنّما يعنى : لا يمنعك ايمانك بالقضاء والقدر أن تبالغ بالدعاء وتجهد فيه أو كما قال».
(٨٣) ثمّ روى بإسناده : عن أبى القدّاح عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أحبّ الأعمال إلى الله عزوجل في الأرض الدّعاء ، وأفضل العبادة العفاف ، قال : وكان أمير المؤمنين عليهالسلام رجلا دعاء».
(٨٤) ومن طريقين في المقبول المعوّل عليه ، بل في الصحيح الشائع عدّة من الصحاح طريق رئيس المحدثين في «الكافى» (ج ١ ، ص ٣٥٧) ، عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد وطريق الصدوق عروة الإسلام في كتاب «التوحيد» : (ص ٣٥٧) ، أبى رحمهالله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلى ، عن معلّى بن عثمان ، عن على بن حنظلة ، عن أبى عبد الله عليهالسلام. «أنّه قال : يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء حتّى يقول الناس : ما أشبهه بهم ، بل هو منهم ، ثمّ يتداركه السعادة ؛ وقد يسلك بالشقي طريق السعداء حتّى يقول الناس : ما أشبهه بهم ، بل هو منهم ، ثمّ يتداركه الشقاء. إنّ من علمه الله تعالى سعيدا وإن لم يبق من الدنيا إلّا فواق ناقة ختم له بالسعادة».
(٨٥) ومن الطريقين في الصحيح من طريق «الكافى» (ج ١ ، ص ١٥٢) ، محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ومن طريق جامع «التوحيد» ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهالله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ الله عزوجل خلق السعادة والشقاوة قبل أن يخلق خلقه. فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه أبدا ، وإن عمل شرّا أبغض عمله ولم يبغضه ؛ وإن كان شقيّا لم يحبّه أبدا ، وإن عمل صالحا أحبّ عمله وأبغضه لما يصير إليه ، فإذا أحبّ الله شيئا لم يبغضه أبدا ، وإذا أبغض شيئا لم يحبّه أبدا».