(٥٦) ومن طريقه رضى الله عنه فيه وفي كتاب «من لا يحضره الفقيه» موثّقة إسماعيل بن مسلم بإسناد صحيح عنه ، حدّثنا أبى رضى الله عنه قال : حدّثنا على بن الحسن الكوفي ، عن أبيه الحسن بن على بن عبد الله الكوفي ، عن جدّه عبد الله بن مغيرة ، عن إسماعيل بن مسلم أنّه سأل الصادق عليهالسلام : «عن الصلاة خلف رجل يكذّب بقدر الله عزوجل. قال : فليعد كلّ صلاة صلّاها خلفه» ، (التوحيد ، ص ٣٨٣).
(٥٧) ومن طريقه فيه وفي كتاب «الخصال» بإسناده عن الأعمش ، عن جعفر بن محمّد عليهالسلام. قال : «في ما وصف له من شرائع الدين : إنّ الله لا يكلّف نفسا إلّا وسعها ، ولا يكلّفها فوق طافتها ، وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير ، لا خلق تكوين ، والله خالق كلّ شيء. ولا نقول بالجبر ولا بالتفويض» ، الحديث بطوله ، (التوحيد ، ص ٤٠٨).
(٥٨) ومن طريقه مسندا عن جابر بن يزيد الجعفى ، قال : قلت لأبى عبد الله عليهالسلام يا ابن رسول الله ـ وساق الحديث إلى حيث قال : ـ فقال عليهالسلام : «إنّ الله تبارك وتعالى أولى بما يدبّره من أمر خلقه بينهم ، وهو الخالق والمالك لهم ، فمن منعه التعمير فإنّما منعه ما ليس له ، ومن عمّره فإنّما أعطاه ما ليس له ، فهو المتفضل بما أعطاه وعادل في ما منع ، ولا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون. قال جابر : فقلت له : يا ابن رسول الله. وكيف لا يسأل عمّا يفعل؟ قال : لأنّه لا يفعل إلّا ما كان حكمة وصوابا ؛ وهو المتكبّر الجبّار والواحد القهار. فمن وجد في نفسه حرجا في شيء ممّا قضى الله فقد كفر ، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد». يعنى عليهالسلام : ممّا قضى من الكفر والمعاصى ، (التوحيد ، ص ٣٩٧).
(٥٩) ومن طريقه فيه مسندا عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، وأورده في كتاب «الاعتقادات» مرسلا قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : في القدر : إنّ القدر سرّ من سرّ الله وحرز من حرز الله مرفوع في حجاب الله ، مطوىّ عن خلق الله ، مختوم بخاتم الله ، سابق في علم الله ، وضع الله العباد عن علمه ، ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم ، لأنّهم لا ينالونه بحقيقة الربانيّة ولا بقدرة الصمدانيّة ، ولا بعظمة النورانيّة ، ولا بعزة الوحدانيّة لأنّه بحر زاخر موّاج خالص لله عزوجل. عمقه ما بين السماء والأرض ، عرضه ما بين المشرق والمغرب ، أسود كالليل الدامس ، كثير الحيّات والحيتان ، يعلو مرّة