الّذي هو الاستعداد والفعل الّذي بإزائه ، أي كون أمر ما للشّيء بالقوّة تارة وبالفعل أخرى، فلا يتصحّح الّا يكون الشّيء متركّب الذّات متكثّر الجهة بالفعل في الوجود والقبول الّذي هو الجواز الذّاتيّ ، والفعل بمعنى حصول التّقرّر بالفعل ممّا يكثر الحيثيّات في لحاظ العقل لا في الأعيان.
وثانيها ، من القبول ، بمعنى الانفعال والتّأثّر من فاعل ، ومن الفعل بمعنى التّأثير في منفعل. فالقابل ما يقبل التأثير من فاعل فوقه ، والفاعل ما يؤثّر في منفعل دونه ؛ وليسا يستدعيان تكثّر الموضوع البتّة في الوجود ، بل ربما كانا يتّفقان للشّيء البسيط الذّات في الوجود ، ولكنّه إذا كانت ذاته متكثّرة الجهات والحيثيّات في لحاظ العقل ، كما الأنوار المفارقة العقليّة متأثّرة من جناب نور الأنوار ، تقدّست أسماؤه ، ومؤثّرة في النّفوس النّاطقة الإنسانيّة ، وكذلك النّفس الإنسانيّة بالقياس إلى الجنبة العالية أعني عالم الأنوار العقليّة ، والجنبة السّافلة أعني العالم الجسد انيّ.
وثالثها ، من القبول ، بمعنى الموصوفيّة بمفهوم ما بالذّات ، ومن الفعل ، بمعنى اقتضاء نفس الذّات تلك الموصوفيّة ؛ وليسا يستوجبان الكثرة أصلا ، ولا بالحيثيّات ، بل ربما كانا كالبسيط الحقّ الأحديّ الذّات من كلّ جهة ، وإنّما الاختلاف بالأسماء ، لا غير.
فإذن الضّابط المعيارىّ في الحيثيّات المختلفة للشّيء أنّها مهما كانت في التّعبير والحكاية فقط ، لا في المعبّر عنه أيضا ، أوجبت تكثّر أنحاء مختلفة وعنوانات متغايرة للذّات الأحديّة البسيطة من كلّ جهة ، لا غير.
وإذا كانت في الذّات المحكيّ عنها : فإن كانت متعاندة غير مضمّنة إحداهما في الأخرى متفارقة الحصول ليس انتفاء إحداهما بعينه مضمّنا فيه انتفاء الأخرى البتّة ، كانت هي لا محالة حيثيّات تركيبيّة مستوجبة أجزاء وجوديّة للشّيء في الأعيان ، وتكثّر فيه بحسب الخارج إزاء لتكثّر الحيثيّات في لحاظ العقل.
وإن كانت متخالطة مضمّنة عضة منها في عضة ليس يتصوّر انتفاء إحداهما إلّا ويتضمّن فيه بعينه انتفاء الأخرى ، كانت هي لم تكن إلّا حيثيّات تحليليّة ، إنّما تستوجب للشّيء تركّبا وتكثّرا في التّصوّر التّحليليّ الّذي هو لحاظ التّعيّن والإبهام وظرف الخلط والتّعرية ، وهي جهات واعتبارات متكثّرة تصوّريّة لذات عينيّة بسيطة في الوجود.