فإذا أقرّ لزيدٍ بألفٍ فكذّبه زيد ، لم يدفع إليه ، ولا شيء عليه في ذمّته.
ولو أقرّ بعينٍ له ، فأنكر زيد أنّها له ، لم تُدفع العين إلى المُقرّ له.
ثمّ للقاضي الخيار إن شاء انتزعه (١) من يده وسلّمه إلى أمينه ليحفظه لمالكه إذا ظهر سلّمه إليه ، وإن شاء أبقاه في يد المُقرّ كما كان ؛ لأنّ يده أولى الناس بحفظه.
وبالجملة ، فالحاكم هو المتولّي لحفظ ما يضيع ، وهذا في حكم مالٍ ضائعٍ ، فيحتاط لمالكه ، فإذا رأى استحفاظ صاحب اليد ، فهو كما لو استحفظ عَدْلاً آخَر.
وقال بعض الشافعيّة : فيه وجهان :
أظهرهما : تركه في يد المُقرّ.
والثاني : يحفظه القاضي (٢).
وقال قوم منهم : إنّه يُجبر المُقرّ له على القبول والقبض (٣).
وهو بعيد عن الصواب.
وقال بعضهم : موضع الخلاف ما إذا قال صاحب اليد للقاضي : في يدي مال لا أعرف مالكه ، فالوجه : القطع بأنّ القاضي يتولّى حفظه (٤).
وأبعد بعضهم فقال : لا يجوز انتزاعه هنا أيضاً (٥).
مسألة ٨٧١ : لو رجع المُقرّ له عن الإنكار وصدّق المُقرّ في إقراره ،
__________________
(١) تذكير الضمير هنا وفيما يأتي باعتبار المُقرّ به ، أو المال.
(٢) الوسيط ٣ : ٣٢٤ ، الوجيز ١ : ١٩٦ ، البيان ١٣ : ٣٩٥ ، العزيز شرح الوجيز ٥ : ٢٨٨ ، روضة الطالبين ٤ : ١٤.
(٣ ـ ٥) العزيز شرح الوجيز ٥ : ٢٨٨ ، روضة الطالبين ٤ : ١٤.