بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (١).
ولو قال : نعم ، فاحتمالان :
أحدهما : إنّه لا يكون مُقرّاً.
والفرق : إنّ « نعم » في جواب الاستفهام [ تصديق لما دخل عليه الاستفهام ] (٢) ، و« بلى » تكذيب له من حيث إنّ أصل « بلى » « بل » زِيدت [ عليها ] (٣) « الياء » وهي للردّ والاستدراك ، وإذا كان كذلك فقوله : « بلى » ردّ لقوله : ليس لي عليك ألف ، فإنّه الذي دخل عليه حرف الاستفهام ، ونفيٌ له ، ونفي النفي إثبات ، فكأنّه قال : لك علَيَّ ألف ، وقوله : « نعم » تصديق له ، فكأنّه قال : ليس [ لك علَيَّ ] (٤).
هذا تلخيص ما نُقل عن الكسائي وجماعة من فضلاء اللغة (٥) ، وعلى وفقه ورد القرآن العزيز.
قال الله تعالى : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (٦).
قيل : لو قالوا : « نعم » لكفروا (٧).
وقال تعالى : ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى ) (٨).
__________________
(١) الأعراف : ١٧٢.
(٢) ما بين المعقوفين أثبتناه لأجل السياق.
(٣) بدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطّيّة والحجريّة : « عليه ». والظاهر ما أثبتناه.
(٤) بدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطّيّة والحجريّة : « لي عليك ». والظاهر ما أثبتناه.
(٥) كما في العزيز شرح الوجيز ٥ : ٢٩٨.
(٦) الأعراف : ١٧٢.
(٧) مغني اللبيب ١ : ١٥٤.
(٨) الزخرف : ٨٠.