اقتواء وليس باتقاء.
(ونقول) الحسن البصري كان ـ كما وصفه بعض ائمة اهل البيت ـ يجاري كل فرقة ويتصنع للرئاسة والامام الباقر لما علم انه كان يرى نفسه في غنى عن علم اهل البيت رد قوله هذا باقوى حجة فانه لما اطلق ذم كاتم العلم مع الخوف وعدمه رد عليه بكتمان مؤمن آل فرعون ايمانه فاذا عذر كاتم الايمان لخوفه فبالحري ان يعذر كاتم العلم مع ان كتمان الايمان لا يتم الا باظهار الكفر بخلاف كتمان العلم فانه يكفي فيه السكوت وستعرف ان كتمان الايمان يلزمه كتمان العلم وبين انه وان ادعى الاستغناء عن علم اهل البيت فلن يجد العلم الا عند اهل البيت ورثة علوم جدهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحق له ان يقول ذلك وقد سماه جده الرسول باقر العلم فليذهب الحسن البصري ـ سواء أأسماه امام الائمة أم لا ـ وغير الحسن البصري وموسى جار الله وراءهم يمينا وشمالا وشرقا وغربا وبرا وبحرا واين شاءوا فلن يجدوا العلم الصحيح الا عند ائمة اهل البيت مفاتيح باب مدينة العلم ووارثي علم جدهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يستحق احد ان يسمى امام الائمة غيرهم على انه قد حكى فيما مر عن السرخسي عن الحسن البصري ان التقية جائزة الى يوم القيامة فكيف يستشهد بكلامه هنا على نفي التقية.
وقد كذب كذبا من يدعي ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يترك لامته سوى ما في ايدي الناس الذين اخذوا بآراء الرجال التي تخطىء وتصيب وبالمقاييس واعرضوا عن علوم آل محمد الذين جعلوا شركاء القرآن واحد الثقلين لا يضل المتمسك بهم ومثل باب حطة وسفينة نوح والذين امروا بان يتعلموا منهم ولا يعلموهم وان لا يتقدموهم ولا يتأخروا عنهم والذين قولهم وحديثهم (روى جدنا عن جبرئيل عن الباري). ولا نظن ان نسبة هذا الكلام الى الحسن البصري صحيحة فهو في علمه ومعرفته لم يكن لينكر ان اهل البيت اعلم الناس في زمانهم وان عندهم ما ليس عند الناس وان نسب إليه الانحراف عن علي عليهالسلام وحكي عنه انكار ذلك. وكيف كان فكلامه ليس وحيا لا سيما ان خالف المنقول والمشاهد. وبما ذا علم موسى جار الله ان علوم النبي واسراره احاط بها من عدا اهل البيت ولم ينفرد اهل البيت بشيء منها ما هو الا التخرص على الغيب وعدم انزال اهل البيت بالمنزلة التي انزلهم الله بها.