التلاعن والطاعن
قال صفحة (ي) ـ بين كتب الشيعة ـ
غنينا عصورا في عوالم جمة |
|
فلم نلق الا لا عنا متطاعنا |
فان فاتهم طعن الرماح فمحفل |
|
ترى فيه مطعونا عليه وطاعنا |
هنيئا لطفل ازمع السير عنهم |
|
فودع من قبل التعارف ظاعنا |
هذه حال الشيعة في نسبتها الى الأمة.
(ونقول) : لهذا المنصف العادل او المتعصب المتحامل او العالم المتجاهل او الجاهل المتعاقل هل كان التلاعن والتطاعن منحصرا في الشيعة وكتبها أو عم المسلمين في جميع اعصارها وادوارها وكتبها واسفارها وما ذا رأيت بين كتب غير الشيعة وهل كانت حال هذه الامة التي تلهج دائما بذكرها في نسبتها الى الشيعة الا أسوأ من هذه الحال التي تدعيها. ومهما نسيت او تناسيت فلا تنسى عصرا كان التلاعن والتطاعن فيه بين من تسمى بامرة المؤمنين وتشرف بشرف الصحبة ونالت ألسنته علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين والحسن والحسين سبطي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وابن عباس حبر الأمة واستمر ذلك فيما يزيد عن ثمانين سنة. وهل نسي او تناسى ما كان يجري بين الحنابلة والشافعية في بغداد وبين الحنفية والشافعية في بلاد خراسان مما تكفلت به كتب التاريخ وهل نسي او تناسى رجم جنازة الطبري صاحب التاريخ والتفسير من الحنابلة فليست هذه حال الشيعة في نسبتها الى الأمة بل حالة الأمة بعضها مع بعض وعلى ذكر هذه الأبيات التي أوردها جرى على لساننا هذه الأبيات :
لنا سلف فيما ترون مقدس |
|
نرى فيه مطعونا عليه وطاعنا |
وكلهم نال الرضا عند ربه |
|
ولو قد غدا كل لكل مباينا |
اذا ما اقتدينا بالذي من به اقتدى |
|
ينال الهدى فالكل اصبح آمنا |