الطبري في تفسيره وغيره وعمل بها في عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعهد الخليفة الأول وبعض مدة الخليفة الثاني حتى حرمها لمصلحة رآها فقال متعتان كانتا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنا أحرمهما وأعاقب عليهما متعة الحج ومتعة النساء فقد ثبتت شرعيتها ولم يثبت نسخها. فقال هكذا أجابني بعض علماء النجف عن السؤالين وسكت ولم يبد اعتراضا وكان عليه أن يبدي اعتراضه إن كان عنده اعتراض لنا وللعالم النجفي لينظر ما عندنا في ذلك فإن كان حقا قلبه وإن كان باطلا رده علينا لا أن يسكت في الحضور ثم يقذف بكلامه في المغيب من مكان سحيق.
وحضر وقت الغداء فدعوناه إلى أن يتغدى معنا فلم يقبل وألححنا عليه فأبى وودعنا وشيعناه ومضى.
ما جرى لنا معه في طهران
ثم رأيناه في طهران عاصمة إيران سنة ١٣٥٣ وكنا نصلي جماعة في مسجد يسمى مسجد الجمعة فحضر ذات ليلة وصلّى معنا ولما فرغنا من الصلاة رأيناه فسلمنا عليه وتحدثنا معه وكان من حديثه معنا أن قال أنا احترم جميع المذاهب ولا اتعصب فشكرنا له ذلك ثم صعد الخطيب المنبر ليخطب بما جرت به عادته كل ليلة بعد انقضاء الصلاة وهو أشهر خطيب في طهران ويسمى الميرزا عبد الله الطهراني وكان خطابه يطول أكثر من ساعة وهو بالفارسية فجلس يستمع إليه فقلنا له هل تحسن الفارسية فقال نعم ثم قام وقال أريد أن أجلس قريبا من المنبر حتى لا يفوتني شيء من الخطاب واستمر على ذلك ليلتين ثم زارنا في منزلنا بطهران فسألناه عن منزله لنرد له الزيارة فقال انه نازل عند امرأة أرمنية ثم لم يتسع لنا المجال لزيارته ثم أرسل إلينا في اليوم الثالث انتقادات ينتقد بها خطباء طهران وعلماءها وقد أدرجها في وشيعته هذا ما جرى لنا معه في العراق وإيران ثم لم نره بعد ذلك وقد بلغنا أنه توفي.
ونحن نشرع في نقض هذه الوشيعة متوكلين عليه تعالى سائلين من فضله وكرمه أن يلهمنا الصواب ويوفقنا لسلوك نهج السداد والرشاد.