فلما ذا احتملتها الأمة كل هذه المدة وبقيت صامتة أو معاونة مشاركة وجاءت الأمة بعد ذلك تجعل عذرا لمرتكبي هذه الفظائع وتحملها على الاجتهاد الذي يؤجر صاحبه والأمة معصومة عندك كما ستصرح به مرارا وتكرارا فهل كان هذا من آثار عصمتها أو أن الله تعالى ـ وهو اعدل العادلين ـ من جهة قوم شديد العقاب ومن جهة آخرين غفور رحيم فمن هو يا ترى الذي سن السب واللعن وفتح باب القدح والطعن واحتملته الأمة واحتمله الأدب والعقل والدين مئات السنين ثم لم تعد تحتمله ونسأله عن قول إحدى امهات المؤمنين في بعض أكابر الصحابة من الخلفاء الراشدين اقتلوا فلانا فقد كفر وعن قول ابن أم كلاب لها :
وأنت أمرت بقتل الامام |
|
وقلت لنا إنه قد كفر (٢) |
عدالة الصحابة
قال صفحة (ما) : القرن الأول هم الصحابة عدول بالاجماع وخير هذه الأمة. وخير أمة أخرجت للناس. وكل ثناء في القرآن هم أول داخل فيه. خرج النبي عن الدنيا وهو عن كلهم راض. ولهم كان الخطاب : اليوم أكملت لكم دينكم الآية. وخطاب الوعد بالاستخلاف والتمكين. ثم ذكر آية : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان الآية. قال والمتبوع لا يكون إلا الأفضل والأشرف. فالعصر الأول هم أفضل الأمة. وأفضله الصديق والفاروق والخلافة الراشدة والصحابة ا ه ملخصا.
(ونقول) في كلامه مواقع للنظر (أولا) دعواه الاجماع على عدالة جميع الصحابة التي سبقه إليها ابن حجر هي في محل الخلاف فقد صرح ابن الحاجب في مختصر الأصول والعضد في شرحه بنسبة ذلك إلى الأكثر قال وقيل كغيرهم وقيل إلى حين الفتن فلا يقبل الداخلون من الطرفين ا ه. وقال الآمدي في الأحكام : اتفق الجمهور
__________________
وقال الشريف الرضي يخاطب عمر بن عبد العزيز
أنت نزهتنا عن السب والشتم |
|
فلو أمكن الجزاء جزيتك |
(٢) راجع تاريخي الطبري وابن الأثير وغيرهما ـ المؤلف.