كلامه هنا مناقضة صريحة كما سنفصله هناك ولكنه لا يبالي بتناقض كلامه او لا يفهمه.
واذا كان اهل العصر الأول كلهم كما ذكر قد الف الله بين قلوبهم فلما ذا احتيج الى الاعتذار عما صدر بينهم بانه اجتهاد للمخطئ فيه اجر وللمصيب اجران فهل يمكن لموسى جار الله ان يحل هذا اللغز ليكون صادقا في دعواه وقد كان الاولى به عدم التعرض لهذه الامور لئلا يضطرنا الى نبش دفائنها وهو لا يريد ان يكذب القرآن الكريم والتوراة بصراحة ووضوح بل يريد ان يكذبهما بالكناية من دون تصريح فيقول ان قوله تعالى في القرآن الكريم (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) (الآية) شامل لبعض اصحاب الملك العضوض من بني امية ممن سفكوا الدماء الحرام واستحلوا الاموال الحرام وانتهكوا حرمة الاسلام وفرقوا كلمة المسلمين وتلاعنوا وتشاتموا على رءوس المنابر لأنهم مجتهدون فكان ذلك كله نوعا من التعاطف والتراحم بينهم وحياطة للإسلام وليس خاصا فيكون مكذبا للقرآن ولكن بلباقة وكناية لا بصراحة ونود ان لا يكون وقع بينهم خلاف في الخلافة ولا عداء كما قال. وكان الاولى به ـ لو عقل ـ طي هذه الامور فليس في نشرها في هذه الاعصار الا الضرر للمسلمين لكننا نسأله لما ذا لم يدخل علي في الحروب التي وقعت في الفتوحات الاسلامية بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا في ولاية او أمارة فهل جبن بعد ما كان شجاعا وانما قام الاسلام بسيفه او خفي عليه فضل الجهاد او لم يكن اهلا للولاية والامارة وقيادة الجيوش او في الامر سر آخر لا نعرفه. ولما ذا دفن البضعة الزهراء ليلا واخفى قبرها حتى انه لا يعرف موضعه على التعيين حتى اليوم وهناك امور أخر لا يتسع المجال لذكرها نضرب عنها صفحا ونطوي دونها كشحا ومحافظة على تأليف القلوب والله ولي عباده والعالم بسرهم وجهرهم ، ولو كان في خوف نبي او امام عيب عليه لكان ذلك في قرار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من مكة ليلة الغار خوفا على نفسه من قريش وفرار موسى عليهالسلام من فرعون وقومه لما خافهم وخروجه من مصر خائفا يترقب وقول لوط عليهالسلام لو ان لي بكم قوة او آوى الى ركن شديد ، وقول هارون ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني عيبا عليهم وحاشاهم.