وقد وجدنا جماعة من فضلاء إخواننا السنيين ساخطين على وشيعته ناقمين على خطته فيها شافهنا بعضهم بذلك مشافهة وراسلنا بعضهم مراسلة. فجاء نقضنا هذا بحمده تعالى كتابا وافيا باثبات الحق في جل المسائل الخلافية وأهمها مع تفصيلها ـ وتفصيل أدلة الطرفين فيها والله تعالى هو المستعان وعليه التكلان ومنه التوفيق والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وقبل الشروع في نقض الوشيعة نقدم مقدمة نذكر فيها ما وصل إلينا من أحوال مؤلفها.
من هو موسى جار الله مؤلف الوشيعة
هو رجل من أهل تركستان من بلاد روسيا يعبر عن نفسه في كتاباته وو شيعته تارة بموسى جار الله وأخرى بموسى جار الله ابن فاطمة. ولا ندري وجه تلقيبه نفسه بجار الله أو تلقيب أبيه به ولا وجه اختياره الانتساب إلى أمه والله تعالى يقول ادعوهم لآبائهم. وصرح في الوشيعة بأنه من متصوفة الاسلام ويظهر من ملامحه حينما زارنا بمنزلنا في الكوفة أواخر عام ١٣٥٢ أنه تجاوز الستين من عمره يلبس اللباس الافرنجي وعلى رأسه قلنسوة من المخمل الأسود وهو كثير شعر الرأس واللحية قد وخطه الشيب يحسن العربية الفصحى والفارسية والتركية ولا بدّ أن يكون يحسن غيرها من اللغات الفرنجية وقد حضر المؤتمر الاسلامي المنعقد في القدس عام ١٣٥١ ه ـ ثم جاء إلى العراق عام ١٣٥٢ ثم ذهب إلى إيران عام ١٣٥٣ ثم عاد إلى العراق في تلك السنة ووجه الأسئلة المشار إليها إلى علماء النجف والكاظمية ثم سافر إلى مصر وألف فيها وشيعته وطبعها عام ١٣٥٥ وهو باق في مصر إلى الآن عام ١٣٥٩ ولسنا نعلم تفصيل أحواله ولكننا نذكر شيئا منها مما أدرجه في أوائل الوشيعة وما جرى لنا معه في الكوفة وطهران.
قال في أوائل الوشيعة : هاجرت بيتي ووطني في نهاية سنة ١٩٣٠ م هجرة اضطرارية وكانت قد سدت علي كل طرق النجاة حتى آثرت مضطرا أوعر الطرق