ومما يدل على جواز التقية بل وجوبها مضافا الى ما سبق عموم قوله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. ما جعل عليكم في الدين من حرج. لا يكلف الله نفسا الا ما آتاها. ومما يرشد الى التقية قوله تعالى ولا تسبوا الذين كفروا فيسبوا الله عدوا بغير علم. وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعثت بالحنيفية السمحة السهلة. وروى ابن سعد في الطبقات الكبير بسنده ان أبا بكر كان ردف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بين مكة والمدينة وكان ابو بكر يختلف الى الشام فكان يعرف وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يعرف فكانوا يقولون يا أبا بكر من هذا الغلام بين يديك فيقول هذا يهديني السبيل. وبسنده ركب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وراء ابي بكر ناقته فكلما لقبه انسان قال من انت قال باغ ابغي قال من هذا وراءك قال هاد يهديني فقد ورى ابو بكر بما يظهر منه انه يفتش على ضائع ضاع له وان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دليل يدله على الطريق وهذا نوع من الكذب لاجل الخوف اقره عليه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم ينهه عنه. والتورية لا ترفع الكذب ولهذا لا تجوز في اليمين لفصل الخصومة. وحكى اليعقوبي في تاريخ وغيره انه لما جاء بسر بن ابي أرطاة بجيشه الى المدينة وطلب جابر بن عبد الله قال جابر لام سلمة اني خشيت ان اقتل وهذه بيعة ضلال فقالت اذا تبايع فان التقية حملت اصحاب الكهف على ان كانوا يلبسون الصلب ويحضرون الاعياد مع قومهم. وفي ميزان الاعتدال : قال مصعب عن الدراوردي لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر امر بني العباس. فلما ذا لم يرو مالك امام المذهب عن جعفر الصادق في ملك بني امية وكتم علمه الذي يرويه عن جعفر حتى ظهر امر بني العباس هل كان داعيه الى ذلك الا الخوف والتقية فهل كان مالك اخوف على نفسه من بني امية وهو لا يظهر عداءهم ولا يظهرون عداءه من الباقر الذي يعادونه ويسبون جده على المنابر وقد قال ابراهيم عليهالسلام لقومه اني سقيم ولم يكن سقيما وامر يوسف فنودي ايتها العير انكم لسارقون ولم يكونوا سارقين وقالوا نفقد صواع الملك ولم يفقدوه فاذا جاز الكذب لانبياء الله تعالى لمصلحة لا تبلغ حفظ النفس أفلا يجوز الكذب بعمل او قول تقية لحفظ النفس ولما عزز الله رسولي عيسى الى اهل انطاكية بشمعون الصفا اظهر شمعون أولا انه منهم حتى توصل الى مراده. والحاصل ان الاضطرار يبيح الحرمات بضرورة شرع الاسلام فيحل للمضطر اكل