الجواب : أجل ، انها جميعا محرمة ، ولكن الله خص الإخراج بالذكر ثانية لتأكيد التحريم لأن شر الإخراج من الديار يطول ويمتد بخلاف القتل على حد تعبير بعض المفسرين.
(فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا). يطلق الجزاء على الخير والشر ، ومن الأول قوله تعالى : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً). ومن الثاني : (فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) .. والخزي الفضيحة والعقوبة.
(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ). ان الله سبحانه لم يحرم بهذه الآية ولا بغيرها الطعام الطيب ، واللباس الفاخر ، وانما هدد من باع دينه بدنياه ، وعاش على البغي والاستغلال .. ان الله ينهى عن الفساد في الأرض ، ولا ينهى عن زينة الحياة ونعيمها .. بل انه جل وعز أنكر أشد الإنكار على من حرم التنعم والتلذذ في هذه الحياة : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا). أي انها حلال لمن اكتسبها من حل ، وحرام لمن ابتغاها عوجا من السلب والنهب ، والغش والاحتيال.
واختصارا ان المبدأ الاسلامي القرآني هو ان يعيش الناس ، كل الناس ، متعاونين على ما فيه سعادة الجميع ، أما المبدأ الصهيوني الاستعماري فهو «ما دمت أعيش أنا فليهلك العالم» .. وكل من سار على هذا المبدأ فهو صهيوني لعين ، شعر بذلك أو لم يشعر ، ولا بد أن تلاحقه عدالة السماء والأرض ، وتنزل به النكال والوبال.
اليهود والشيوعية والرأسمالية :
يظهر من آيات الذكر الحكيم ان انقسام اليهود الى فريقين ، وانضمام كل فريق الى حلف خطة قديمة وموروثة عن الآباء والأجداد ، ليزيدوا النار تأججا من جهة ، ويضمنوا مصالحهم من جهة ثانية ، كما ان تقلبهم بين الخصمين من خططهم التاريخية ، وعاداتهم التقليدية .. فقبل نصف قرن كانوا من دعاة الشيوعية ، وهم اليوم يمالئون الرأسمالية ، ولا هدف لهم إلا تقسيم العالم ، واثارة الحروب