من الضروري أن يصدر اذنا خاصا من الله الى نبيه باسم كل واحد واحد لمن يرتضي الشفاعة له ، بل يكفي ان يعلم النبي بأن الشفاعة تحل ولا تحرم إذا لم يكن المشفوع له من أهل الإلحاد والكفر بالله ، ولا من مثيري الحروب وسفاكي الدماء ، ولا من مضطهدي العباد السالبين الناهبين للأقوات والمقدرات ، وانما هو ـ أي المشفوع له ـ فرد من الأكثرية الغالبة الذين يرتكبون الذنوب العادية المتفشية .. وبكلمة ان المراد بإذن الله بالشفاعة أن يوحي الى نبيه باني قد أبحت لك أن تشفع لمن شئت من أفراد أمتك الذين اقترفوا نوعا خاصا من الذنوب .. وعندها يكون أمر هؤلاء بيد الرسول الأعظم (ص) .. وهذا أقل ما يمنحه الله لمحمد (ص) غدا .. وهو بدوره يشفع لمن هو أهل للشفاعة ، فقد ثبت انه قال : «ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».
ونحن على يقين من ثبوت الشفاعة في الإسلام من حيث هي ، ولكنا نجهل التفاصيل ولا نقطع فيها برأي ، وفي الوقت نفسه نؤمن ايمانا جازما بأن أفضل شفيع للإنسان هو عمله ، وان أنجح ما يستشفع به المذنبون هو التوبة .. ان الله سبحانه لا يعطي حجرا لمن استجار مخلصا برحمته ، ولاذ منكسرا بجوده وكرمه.
واذ نجيناكم الآة ٤٩ ـ ٥٠ :
(وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٤٩) وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٠))
اللغة :
الآل مأخوذ من آل يؤول بمعنى رجع ، فكل من رجع الى غيره بنسب ، أو رأي ، أو عقيدة فهو من آل من يرجع اليه ، ثم كثر استعمال الآل في أهل