بسواه خاب ، وان الأماني لا تنال باللجوء الى الحكام ، ولا الى السواد ، ولا إلى خزائن الأغنياء ، انها في الله وحده لا شريك له.
من هو الشيطان :
نحن لم نر الشيطان وجها لوجه ، ولكن أخبر الوحي عنه فوجب التصديق ، ولسنا مكلفين بالبحث والسؤال عن هويته وشكله ، وعرضه وطوله .. أجل ، لقد وصفه الله سبحانه في كتابه العزيز بالتصدى لغواية الناس ، وصرفهم عن طاعة الله ، وعمل الخير ، وعلى هذا فكل خاطر ، أو انسان يحول بينك وبين الطاعة والخير ، ويغريك بالمعصية والشر ، ويموه الأباطيل والأضاليل ، ويلبسها ثوب الهداية والحقيقة فهو شيطان حسي أو معنوي.
ومن الطريف ان شياطين الانس يتعوذون من الشيطان ، وهم بذلك يتعوذون من أنفسهم ، من حيث لا يشعرون ، تماما كمن يقرأ القرآن ، والقرآن يلعنه ، كما جاء في الحديث الشريف .. ذلك ان القرآن يلعن الكاذب الخائن ، فإذا قرأه هذا فقد نطق بلعنة الله على نفسه بنفسه .. وقال تعالى : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).
الحكم :
الاستعاذة قبل قراءة القرآن مستحبة ، وليست بواجبة ، والأمر بها تماما كالأمر بغسل اليد والتسمية قبل الطعام ، ولو كانت واجبة لوجبت في الصلاة ، لمكان الفاتحة والسورة ، مع ان الإجماع قائم على عدم الوجوب ، قال صاحب مفتاح الكرامة : «لم يخالف في ذلك إلا ابن الجنيد ، وقد رموه ـ أي الفقهاء ـ بالشذوذ والغرابة».
منطق إبليس :
وبمناسبة الاستعاذة من الشيطان نشير الى بعض ما يعزى الى إبليس من الأساطير ، لأنها صورة واضحة للكثير من أهل هذا العصر ، بخاصة الانتهازيين من كل مهنة في مغالطاتهم وتلاعبهم بالألفاظ بقصد التمويه ، وإخفاء الحقائق .. وقد تصرفنا