شرط أساسي ، أما أن يستقل العقل ، أو العلم التجريبي بإدراك كل حكم من أحكام الإسلام فليس بشرط.
وتسأل : لقد ثبت عن الرسول الأعظم (ص) قوله : «أصل ديني العقل» وهو بظاهره يدل على ان العقل يدرك جميع الأحكام الدينية الاسلامية؟.
الجواب : ان الإسلام يرتكز أول ما يرتكز على الألوهية والنبوة ، ومنهما تنبع تعاليمه وأحكامه ، والسبيل الى معرفتهما هو العقل (١) ، وعليه يكون معنى الحديث الشريف ان الإسلام الذي يرتكز على الألوهية والنبوة اعتمد في إثباتهما على العقل ، لا على التقليد والمتابعة العمياء ، ولا على الخرافات والأساطير.
ويقيمون الصلاة :
قد تحكم السلطة على شخص بالإقامة الجبرية في بلد معين ، وتحجر عليه ان يتعداه الى غيره ، وتلزمه بالحضور كل يوم في الدائرة المختصة اثباتا لوجوده ، فان تخلف كان مسؤولا.
واختط الإسلام للمؤمن مخططا خاصا يثبت به ويؤكد كل يوم خمس مرات إيمانه بالله فاطر السموات والأرض ، وإخلاصه في جميع أعماله : (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) .. (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ». ١٦٢ ـ ٦٣).
ومن ترك الصلاة جاحدا فهو مرتد عن الإسلام ، أو متهاونا فهو فاسق مستحق للعقاب. وبهذا نجد تفسير قول الإمام أمير المؤمنين في نهج البلاغة : «ان رسول الله شبه الصلاة بالحمّة ـ هي عين تنبع بالماء الحار ـ تكون على باب الرجل ، فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات ، فما عسى أن يبقى عليه من الدرن». أي ان المواظبة على الصلاة تزكي القلب من الارتداد والفسق ، تماما كما يطهر الاغتسال الجسم من الاقذار ، وأي شيء أقذر من الكفر والفسوق؟!
__________________
(١) يعرف الله سبحانه بالعقل عن طريق الكون ، ويعرف النبي بالعقل عن طريق المعجزة.