ضمير منصوب على انه مفعول لفعل محذوف دل عليه الموجود أي ارهبوا إياي ، ولا يجوز أن يكون مفعولا لما بعد الفاء ، لأن ما بعدها لا يعمل بما قبلها ، وترهبون تقديره ترهبوني ، حذفت الياء للتخفيف ، وموافقة رؤوس الآيات ، ومثله فاتقون ، وأنزلت مفعوله محذوف تقديره أنزلته ، ومصدقا حال منه.
مظاهر الحياة :
ان أكثر مظاهر الحياة التي يعيشها الإنسان هي نتاج حتمي لتاريخ طويل ، فكيفية اللباس الذي نلبسه ، وطهي الطعام الذي نأكله ، وهندسة البيت الذي نسكنه ، كل أولاء ، وما اليها نتيجة لتصميم سابق ، حتى مركب البخار إن هو إلا امتداد للمركب الهوائي بعد مروره بمراحل التطور .. ان التقاليد التاريخية تفعل فعلها تماما كسنن الطبيعة ، كأمواج البحر تطفو على سطحه نتيجة للمد والجزر .. فالوقائع الجزئية التي تحدث في حياتنا اليومية ، ونوع العلاقات التي نقيمها مع الآخرين حسنة كانت أو سيئة كلها أو جلها امتداد للماضي البعيد أو القريب ، ومن هنا قال بعض الفلاسفة بحق : ان التاريخ طريق من طرق المعرفة ، وصورة من صورها.
وهذه الآيات التي خاطب الله بها اليهود ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخهم ، كما سنرى.
إسرائيل :
إسرائيل اسم ثان ليعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الرحمن (ع) ، فإسحاق أخ لإسماعيل جد نبينا محمد (ص) ، ويلتقي اليهود والعرب جميعا في ابراهيم ، قال تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) .. وجاء في مجمع البيان ان العرب كلهم من ولد إسماعيل ، وأكثر العجم ، أي غير العرب ، من ولد اسحق.
ومعنى إسرائيل في اللغة العبرية عبد الله ، لأن «اسرا» هو العبد ، و «ايل» هو الله .. وقد تلطف سبحانه في خطابه مع اليهود ، حيث أضافهم الى النبي الكريم إسرائيل ، ليذكرهم بهذا النسب الشريف ، عسى أن يحرك فيهم شعور