عن مدلول اللفظ ، وقد يظن انه أقرب من قول أكثر المفسرين من هذه الجهة لأن قولهم يعتمد الروايات الاسرائيلية ، والأساطير التي لا سند لها ، ولا تمت الى الحياة بسبب ، وقوله يهدف الى الترغيب في مقاومة الظلم ، والتضحية من أجل الحرية والكرامة ، شأن الموجه المصلح.
وكيف كان ، فان الآية تحتمل معاني شتى .. ومن ثم كثرت فيها الأقوال ، ولا شيء في لفظها يدل على صحة قول بالذات .. أجل ، ان قول الشيخ عبده هو أرجح الأقوال جميعا ، للاعتبار من جهة ، كما أشرنا ، ويساعد عليه السياق من جهة أخرى ، أما الاعتبار فواضح ، واما السياق فقوله تعالى بعد هذه الآية بلا فاصل : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
من ذا الذي يقرض الله الآة ٢٤٥ :
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٤٥))
الاعراب :
من اسم استفهام ، والمراد بها هنا الطلب ، ومحلها الرفع بالابتداء ، وذا خبر ، والذي بدل ، وقرضا مفعول مطلق ، ويجوز أن يكون مفعولا به بمعنى المال المقرض ، وفيضاعفه منصوب بأن مضمرة ، ويجوز الرفع عطفا على يقرض ، وأضعافا حال من الهاء في يضاعفه ، ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا بمعنى المضاعفة.
المعنى :
بعد أن أمر الله سبحانه في الآية السابقة بالقتال دفاعا عن الحق حث في هذه