الإعراب :
ويل مبتدأ ، وخبره للذين ، ويجوز نصبه على تقدير جعل الله الويل للذين ، لأن ويلا لا فعل له ، قال هذا صاحب تفسير البحر المحيط ، وقال أيضا : إذا أضفت ويلا مثل ويل زيد فالنصب أرجح من الرفع ، وإذا أفردته مثل ويل لزيد فالرفع أرجح.
المعنى :
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ). أي ان من اليهود جماعة أميين لا يعرفون شيئا من دين الله ، وان قصارى أمرهم التخرص والظن دون أن يعتمدوا على علم.
وبديهة ان هذا الوصف وان ورد في حق أولئك اليهود ، ولكن الذم عام يشمل كل جاهل يتسم بسمة أهل العلم ، ويتصدى الى ما ليس له بأهل ، لأن المورد لا يخصص الوارد ، كما قيل.
للتفسير اصول وقواعد :
وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن تفسير الكتاب والسنة لا يجوز بالتخرص والظن ، بل لا بد قبل كل شيء من العلم بقواعد التفسير وأصوله ، ومراعاة هذه القواعد في بيان مراد الله ورسوله حذرا من الكذب عليهما ، والنسبة اليهما دون مبرر شرعي.
وأول الشروط لصحة التفسير القراءة والكتابة ، ثم العلوم العربية بشتى أقسامها من معرفة مفردات اللغة ، والصرف والنحو ، وعلم البيان ، والفقه وأصوله ، وعلم الكلام ، والإلمام ببعض العلوم الأخرى التي يتصل بها تفسير بعض الآيات ، على ان هذه يمكن للمفسر أن يرجع في معرفتها لأهل الاختصاص.
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ). هدد الله سبحانه بهذه الآية كل من ينسب اليه ما ليس من عنده ، لا لشيء إلا ليقبض