أو على الحق ، والمعنى ان المديون يجب أن يلقي على كاتب الدين الحق الذي عليه للدائن ، دون نقصان ، يلقيه بلفظ صريح واضح ، ليكون إقرارا منه بالحق يلزم به هو أو ورثته عند الاقتضاء ، فربما توفي قبل وفاء الدين ، وتمنع الورثة عن الدفع ، فيذهب الحق على صاحبه إذا لم يكن بيده حجة من غريمه تثبت دعواه.
وهذا أقل ما يجب على المديون تجاه صاحب الدين الذي قضى حاجته ، وحل مشكلته ساعة العسرة ، وقد رأيت أكثر من واحد يخفض جناح الذل لصاحب المال من الحاجة راجيا أن يقرضه ما يسد به الضرورة ، حتى إذا استجاب صاحب المال ، وأحسن تنكر له المديون ، واتخذه عدوا ، ووصفه بكل قبيح ، لا لشيء الا لأنه طالبه بحقه. وفضلا عن ان مقابلة الإحسان بالإساءة حرام شرعا وعقلا فإنها تنبئ عن الخبث واللؤم.
شكر الخالق والمخلوق :
قال تعالى في الآية ١٤ من سورة لقمان : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ). وفي الحديث : «لا يشكر الله من لا يشكر الناس». وفي حديث آخر : «من أسدى معروفا الى انسان ، فشكر الخالق ، وقال : الشكر لله. وتجاهل صاحب المعروف ، فان الله سبحانه لا يقبل منه الشكر ، حتى يشكر من أجرى المعروف على يده ..» ومن هنا اشتهر : من لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق ، ولهذه الملازمة أسرار :
١ ـ ان العقل والشرع يحكمان بوجوب شكر المنعم ، أي منعم كان ، ومن ترك هذا الشكر فقد عصى الله سبحانه ، والعصيان كفر وجحود لأنعمه جل وعلا.
٢ ـ ان كرامة الإنسان من كرامة الله ، وفي الحديث : «ان الله يقول يوم القيامة لعبد من عباده : ما منعك إذا مرضت أن تعودني؟. فيقول العبد : سبحانك أنت رب العباد ، لا تألم ولا تمرض .. فيقول الله : مرض أخوك المؤمن ، فلم تعده ، فوعزتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده ، ثم لتكفلت