قال الجاحدون : ان وجود الكون ، وما فيه من نظام وانسجام ، والإنسان وما فيه من شعور وعقل ـ كل ذلك وما اليه لا يخضع لضابط ، ولا لمنطق ، وانما جاء وليد الصدفة ، فالكون وجد صدفة ثم حصل الترتيب ، والنظام صدفة ، وكل شيء أخذ محله اللائق به صدفة ، والمادة هي التي أعطت الحياة والعقل ، والسمع والبصر ، وبكلمة ان المادة العمياء هي الإله القادر على كل شيء ، ولكن جاءتها القدرة والحكمة والتدبير عن طريق الصدفة.
أما المؤمنون بوجود الله فيقولون : ان الكون ونظامه قد انبثق عن قصد وتصميم ، وحكمة وتدبير من إله قادر حكيم.
والآن أيها القارئ الق على نفسك هذا السؤال : ما هو مصدر الكون ، والنظام والتدبير فيه؟ هل هو الصدفة كما يقول الجاحدون ، أو القصد والتدبير كما يقول المؤمنون؟ الق هذا السؤال على نفسك أيها القارئ ، ثم أجب عنه بوحي من عقلك .. أما «فولتر» الشهير فقد أجاب عن هذا السؤال بقوله : «ان فكرة وجود الله فرض ضروري ، لأن الفكرة المضادة حماقات».
أيهما أسبق : الليل أو النهار؟
اختلف العلماء : هل النور سابق على الظلمة ، أو الظلمة سابقة على النور في الوجود ، وعلى الأول يكون النهار سابقا على الليل ، وتكون ليلة اليوم هي الليلة التي تأتي بعد النهار ، وعلى الثاني يكون الليل سابقا على النهار ، وتكون ليلة اليوم هي الليلة التي تأتي قبل النهار ، وذهب الأوائل الى هذا القول ، فليلة الجمعة عندهم ـ مثلا ـ هي التي تدخل قبل فجر الجمعة ، وهكذا سائر ليالي الأيام ، ومما استدلوا به قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) ـ يس ٣٧.
يتخذ من دون الله انداداً الآة ١٦٥ الى ١٦٧
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ