(فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). أي أثبتوا على الإسلام ، حتى الموت ، كي تبعثوا عليه ، وتقابلوا الله به.
حق الولد على الوالد :
وتشعر هذه الآية بأن الوالد مسؤول عن تربية ولده وإرشاده الى دين الحق ، قال الإمام زين العابدين (ع) : «أما حق ولدك فان تعلم انه منك ، ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشره ، وانك مسؤول عنه من حسن الأدب ، والدلالة على ربه عز وجل ، والمعونة له على طاعته ، فاعمل في أمره عمل من يعلم انه مثاب على الإحسان اليه ، معاقب على الاساءة اليه».
(أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ). حضره الموت معناه احتضر ، ونزلت به أمارات الموت. قال صاحب مجمع البيان : ان اليهود زعموا ان يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية .. فأبطل الله هذا الزعم بقوله لهم : انكم لم تشهدوا يعقوب عند موته ، فكيف تدعون عليه الأباطيل؟. والحقيقة أن يعقوب قال لبنيه في تلك اللحظة : (ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي)؟.
وتسأل : ان (ما) تستعمل لغير العاقل ، فكيف استعملت هنا في المعبود الحق؟.
الجواب : ان الناس آنذاك كانوا يعبدون الأصنام فنزّل السؤال على معبود الناس ، لا على معبود الحق ، وعليه تكون (ما) بمعنى أي شيء تعبدون؟.
(قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) .. وتسأل : ان يعقوب هو ابن اسحق ، وإسماعيل عمه أخو أبيه ، فكيف صح إدخال إسماعيل مع الآباء؟.
الجواب : ان العم بمنزلة الأب ، لأنه أخوه ، ويعظم كما يعظم ، وفي الحديث الشريف ان رسول الله (ص) قال : «ردوا عليّ أبي» يعني عمه العباس.
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ). هذه الآية تشير الى مبدأ عام ، وهو ان نتائج الأعمال وآثارها تعود غدا على العامل وحده ، لا ينتفع بها من ينتسب اليه ، ان تكن خيرا ، كما لا يتضرر بها غيره ان تكن شرا ، وقرر الإسلام هذا المبدأ بأساليب شتى ، منها الآية ١٦٤ من سورة الانعام :