اللغة :
للقرية في اللغة معنيان : المكان الذي يجتمع فيه الناس ، أي مكان لا يختص في بر ولا بحر ، والمعنى الثاني مسكن النمل ، وعلى هذا تكون المدينة من معاني القرية حقيقة ، ولكن كثر استعمالها في البلد الصغير ، فتغلب هذا المعنى على غيره من المعاني ، بحيث إذا اطلق لفظ القرية فلا يفهم منه عرفا الا البلد الصغير .. وقيل : ان المراد بالقرية هنا بيت المقدس. ومعنى الحط النزول والهبوط ، ومعنى السجود وضع الجبهة على الأرض ، والمراد به هنا معناه المجازي ، وهو الخضوع والتواضع ، لأن دخولهم الباب ، وجبهتهم على الأرض ، متعذر ، فتعين الحمل على الخشوع ، والرجز بكسر الراء الشيء القذر ، والمراد به هنا العذاب.
الاعراب :
القرية عطف بيان من هذا ، ورغدا نائب عن المفعول المطلق ، أي أكلا رغدا ، وسجدا حال من واو الجماعة في ادخلوا ، وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل ، كعدل بمعنى عادل ، وحطة خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير مسألتنا أو أمرنا حطة ، تماما مثل «صبر جميل» أي حالنا صبر جميل ، مع العلم بأن النصب جائز أيضا.
المعنى :
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً). قال صاحب مجمع البيان : «أجمع المفسرون على ان المراد بالقرية هنا بيت المقدس ، ويؤيده قوله تعالى في موضع آخر : ادخلوا الأرض المقدسة».
(وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) أي ادخلوا ناكسي الرؤوس خاضعين خاشعين لله ، وفي البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي : «الباب هو أحد أبواب بيت المقدس ، ويدعى باب حطة. (توفي هذا العالم الأندلسي سنة ٧٥٤ ه).