في تأليف قلوب الأمة الشيعة وأهل السنة والجماعة ، هذا عذري في تأليف الكتاب لتأليف القلوب وفي طبعه ونشره خالصا لوجه الله. مع أنها أول تدبير وآخره في تنفير القلوب وأعظم تدمير وتخريب لما بناه ويبنيه المصلحون. يؤلف هذه الوشيعة المخربة المدمرة ويطبعها له بعض الكتبيين المرتزقين في مصر وينشرها طمعا بثمن بخس دراهم معدودة يبيع بها ائتلاف المسلمين ويوقد به نار العداوة بينهم ويجرح به عواطف مائة مليون من الشيعة بغير حق ويشتري به سخط الله وسخط عقلاء الأمة غير متأثم ولا متحرج ثم يقول المؤلف إنه أول تدبير في تأليف قلوب الامة وانه كتبها لتأليف القلوب وطبعها ونشرها لوجه الله
ورب سودا واسمها فضة |
|
وكم تسمى عبد سوء سرور |
ولو كان هؤلاء الأقوام المتحرشون بنا من بعيد عارفين قدر أنفسهم وواثقين بقوة حجتهم ومخلصين في نواياهم لدعونا إلى ميدان المناظرة وقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل فيعرف حينئذ الهجان من الهجين والغث من السمين والمحق من المبطل ولو فعلوا لوجدونا سراعا إلى إجابة دعوتهم ولكنهم يرمون بالغيب من مكان سحيق ويصح فيهم قول المتنبي :
وإذا ما خلا الجبان بارض |
|
طلب الطعن وحده والنزالا |
وكانت قد وردتنا من العراق أسئلة موجهة من هذا الرجل ـ إذ كان نزيل دار السلام بغداد ـ لعلماء النجف الأشرف بتاريخ ٢١ ذي القعدة سنة ١٣٥٣ ه و ٢٥ فبراير سنة ١٩٣٥ م ثم أرسل هذه الأسئلة بعينها إلى علماء الكاظمية بتاريخ ٢٨ ذي القعدة سنة ١٣٥٣ ه و ٣ مارس سنة ١٩٣٥ م وهي عشرون سؤالا وطلب إلينا جماعة من فضلاء البلدين الجواب عنها فحررنا أجوبتها وأرسلناها إليهم من دمشق بتاريخ ٢٣ من المحرم سنة ١٣٥٤ ه ولما أطلعنا على الوشيعة وجدناه قد أدرج فيه مضامين تلك الأسئلة دون أن يذكرها بعنوان السؤال فلم نجد بدا من نقض وشيعته والجواب عما فيها من نقده معتمدين في ذلك على الأدلة الصحيحة والبراهين الجلية لئلا يغتر بوشيعته بعض من ينظر إليها فيتوهم صحة ما فيها فتتسع شقة الخلاف التي نسعى في كل مواقفنا ومؤلفاتنا إلى تضييقها وبالآخرة إلى محوها وإبادتها. وأدرجنا في هذا النقض أجوبة تلك المسائل التي كنا حررناها كما أدرج هو مسائله في وشيعته. هذا