والفروع ولما ذا اختلف ائمة المذاهب الاربعة في مسائل الفروع ووقع الخلاف من غيرهم من الفقهاء كمحمد بن الحسن الشيباني والقاضي ابي يوسف وداود الظاهري وغيرهم ولما ذا اختلف الحنابلة وغيرهم في المسائل المعروفة في العقائد. ولما ذا اختلف الخوارج وغيرهم ولما ذا افترقت الامة ثلاثا وسبعين فرقة أكل هؤلاء لم يكونوا من الامة أم ما جرى بينهم ليس خلافا في كليات الدين ولا في جزئياته ولا في اصوله ولا في فروعه بل هو خلاف في مسائل الحساب والهندسة والطب وان اراد ان الحق في ذلك لا يخرج عن الامة فهذا لا ينفع فيما اختلفت فيه الامة ولا يرشد المخطئ الى الصواب ولا يقال فيه ان الامة حفظت كليات الدين وجزئياته اصوله وفروعه ولم يضع منها شيء ولا يمكن ان ينسى او يغفل منه عن شيء فالمخطئ من الامة لم يحفظ ذلك وقد نسي وغفل عما هو الصواب. واما تعليله ذلك بان الامة اذا لم يكن لها عقل يعصمها وايمان يهديها وقوة تحميها فلا وجود للامة واستشهاده بآية يهدي الله لنوره من يشاء وان العقل نور إلهي وبآية ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم فهو في السخافة كما سبقه فان العقل بمجرده لا يكون عاصما كما عرفت وكونه نورا إلهيا لا يمنع ان تغطي عليه ظلمات الشهوات ممن لم يهدهم الله لنوره فان هذا النور الالهي لم يخلقه الله تعالى قادرا على ادراك كل شيء. والايمان وحده لا يكون هاديا سواء أكان هادئا أم متحركا. والذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم والذين عملوا السيئات لا تشملهم هذه الهداية. والقوة التي تحمي الامة يجب ان تكون في يد امام معصوم لئلا يستعملها من هي في يده في هدم كيان الامة وفيما يضرها ويصرفها حسب شهوات نفسه لا حسب مصلحة الامة كما وقع ذلك في دولة الاسلام كثيرا وكفلت بحفظه التواريخ وهو اظهر من ان يحتاج الى بيان مع ان الامامة لا يمكن ان تزيد عن النبوة فالانبياء الذين كذبوا وقتلوا وطردوا ولم يكن لهم قوة تحميهم ولا تحمي اممهم هل كان ذلك قادحا في نبوتهم وموجبا لان نقول ان اممهم حيث انه ليس لها قوة تحميها لا وجود لها ولوط عليهالسلام يقول لو ان لي بكم قوة فكون الامة التي ليست كذلك لا وجود لها مجرد تزويق وتنميق لا يرجع الى محصل.
واما زعمه ان الامة اقرب الى العصمة والاهتداء من كل امام معصوم وتعليله ذلك بأن عصمة الامام دعوى وعصمة الامة بداهة وضرورة بشهادة القرآن. فيكذبه