خلافه. واذا كان الامام كبير الامة وممثل كليتها فاي ملازمة بين عدم عصمتها وعدم عصمته بل الملازمة بالعكس فانها اذا كانت غير معصومة لزم كونه معصوما ليردها عن خطئها. ثم ان الامام عندك غير معصوم فما الذي اوجب عصمة الامة وهي لا تختلف عنه بل اذا كان كبيرها فهي دونه. وكون الاصل في الشرف والعصمة هي الامة وشرف الامام وعصمته تابعان لها الامة فيها الاصل والامام الفرع لا يفهم له معنى ولا يدل عليه دليل والامة لا عصمة لها والامام عنده لا عصمة له. وآية (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) لا ترتبط بشيء من ذلك ففي مجمع البيان : اختلف في معناه فقيل قدوة ومعلما للخير. قال ابن الاعرابي يقال للرجل العالم امة وهو قول اكثر المفسرين. وقيل امام هدى عن قتادة. وقيل سماه امة لان قوام الامة كان به وقيل لانه قام بعمل امته. وقيل لانه انفرد بالتوحيد عن مجاهد. فاي ربط لهذه الاقوال بكون الاصل في الشرف والعصمة هي الامة. واما تعليله ذلك أيضا بان الامة معصومة عصمة نبيها في تحملها وحفظها وتبليغها وانها حفظت كل ما بلغه النبي من كليات الدين وجزئياته اصوله وفروعه لم يضع منها شيء ولم تنس شيئا فهو كسابقه في غاية السخافة فاذا كان النبي معصوما في تحمله وحفظه وتبليغه فما الذي اوجب ان تكون الامة كذلك وكل فرد منها ليس بنبي حتى تكون له صفة النبي واذا كانت الامة قد حفظت كليات الدين وجزئياته فلما ذا اختلفت في صفات الباري تعالى وامكان رؤيته وفي وجوب عصمة الأنبياء قبل البعثة وبعدها وفي خلق الافعال والحسن والقبح العقليين وفي الامامة وغير ذلك وفي مسائل من فروع الدين من الطهارة الى الديات ولما ذا اختلف عمر وابن عباس في العول والمتعة واختلف في العول والتعصيب ائمة اهل البيت مع غيرهم ولما ذا اختلفت أمّ المؤمنين وابن عمر في حديث ان الميت يعذب ببكاء اهله ولما ذا اختلفت الزهراء والخليفة في إرث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وماتت وهي واجدة عليه ولما ذا اختلف ابو ذر وعثمان وكعب الاحبار في ان بعض الآيات عام لنا ولغيرنا او خاص بغيرنا ولما ذا اختلف سعد وغيره في الامامة والامارة ولما ذا اختلف علي واصحاب الجمل وعلي وحزبه ومعاوية وحزبه في امر الخلافة والامارة فهل كان هؤلاء كلهم من غير الامة او كان امر الخلافة ليس من كليات الدين ولا من جزئياته ولما ذا اختلف من تسموا بأهل السنة والمعتزلة والامامية في جملة من مسائل الاصول